تعالى ، وكان التتار لما ملكوا قلعة البيرة وجدوه فيها معتقلا ، فأطلقوه وأعطوه بانياس ، وقلعة الصبيبة ، وبقي معهم وقاتل يوم المصاف المسلمين قتالا شديدا ، فلما أيد الله المسلمين بنصره وحضر الملوك عند الملك المظفر ، فحضر المذكور ، فلم يقبله الملك المظفر رحمهالله ، وأمر به فضربت عنقه صبرا ، وورد كتاب المظفر إلى دمشق في سابع وعشرين شهر رمضان يخبر بالفتح ، وكسرة العدو ، ويعدهم بوصوله إليهم ونشر المعدلة فيهم ، فثار العوام بدمشق ، وقتلوا الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي في جامع دمشق ، وكان المذكور من أهل العلم ، لكنه كان فيه شر وميل إلى مذهب الشيعة ، وخالطه الشمس القمي الذي كان حضر إلى دمشق من جهة هولاكو ، ودخل معه في أخذ أموال الغياب عن دمشق ، فقتل ومن نظمه في علي رضوان الله عليه :
وكان عليّ أرمد العين يبتغي |
|
دواء فلما لم يجد مداويا |
شفاه رسول الله منه بتفلة |
|
فبورك مرقيا وبورك راقيا |
وقال : سأعطي الراية اليوم فارسا |
|
كميّا شجاعا في الحروب محاميا |
يحب الإله والإله يحبه |
|
به يفتح الله الحصون كما هيا |
فخص دون البرية كلها |
|
عليّا وسماه الوصي المواخيا |
وقتل بدمشق أيضا من أعوان التتار الشمس بن الماكسيني ، وابن البغيل وغيرهما وكان النصارى بدمشق قد شمخوا وتجرأوا على المسلمين واستطالوا بتردد ايل سيان ، وغيره من كبار التتار إلى كنائسهم ، وذهب بعضهم إلى هولاكو وجاؤوا من عنده بفرمان يتضمن الوصية بهم ، والاعتناء بأمرهم ، ودخلوا به البلد من باب توما ، وصلبانهم مرتفعة ، وهم ينادون حولها بارتفاع دينهم ، واتضاع دين الاسلام ، ويرشون الخمر على الناس ، وفي أبواب المساجد ، فحصل عند المسلمين من ذلك هم عظيم فلما هرب نواب التتار حين بلغهم خبر الكسرة أصبح للناس إلى دور النصارى ينهبونها ويخربون ما استطاعوا منها ،