بلاد حلب بالسيف ، وكان نزولهم على حلب في ثاني صفر ، واستولوا عليها في تاسعة ، وأمنوا أهلها ثم غدروا بهم فقتلوهم ، ولما اتصل ذلك بالملك الناصر رحمهالله سار عن دمشق بأمرائه نحو القبلة ، وكان رسل التتار بقرية حرستا ، فأدخلوا دمشق ليلة الاثنين سابع عشر صفر وقرىء في يوم الاثنين بعد صلاة الظهر فرمان جاء من عند ملكهم يتضمن الأمان لأهل دمشق ، وما حولها ، وشرع أكابر البلد في تدبير أمرهم معهم ، وفي سابع عشر ربيع الأول وصل إلى دمشق نواب التتار ، فلقيهم كبراء البلد أحسن ملتقى ، وقرىء ما معهم من الفرمان المتضمن الأمان بالميدان الأخضر ، ووصلت عساكرهم من جهة الغوطة مارين وراء الضياع إلى جهة الكسوة ، وأهلكوا في ممرهم جماعة كانوا قد تجمعوا وتحزبوا وعدم بسبب ذلك جماعة من غيرهم.
وفي السادس والعشرين منه جاء منشور من هولاكو للقاضي كمال الدين عمر بن العديم بتفويض قضاء القضاة إليه بمدائن الشام ، والموصل وماردين ، وميافارقين ، والأكراد وغير ذلك ، وتفويض جميع الأوقاف إلى نظره ، ووقف الجامع وغيره ، وكان القاضي قبله صدر الدين أحمد بن سنّي الدولة من جمادى سنة ثلاث وأربعين ، وكان كمال الدين ينوب عنه في الحكم بدمشق ، وفي ربيع الآخر رجعت عساكر التتار التي كانت عبرت على دمشق بعد ما عاثت في بلاد حوران وأرض نابلس وما حولها ، وكان الأمير محيي الدين إبراهيم بن أبي زكرى بنابلس فقاتلهم قتالا شديدا ، وأبلى بلاء حسنا بحيث قتل بيده منهم عشرة نفر ، ثم قتل رحمهالله ، فلما بلغ الملك الناصر رحمهالله ذلك ، وهو بغزة توجه نحو الديار المصرية فنزل العريش ، ثم قطيا ، ثم تفرق عسكره عنه فتوجه معظم العسكر إلى الديار المصرية مع الأثقال ، وعاد الملك الناصر في طائفة من خواصه لشيء بلغه عن ملك مصر ونزل بوادي موسى ، ثم نزل بركة زيزاء فكبسه التتار بها ، وتفرق عنه