جهوري الصوت ، شجاعا مقداما حسن السيرة مهيبا ، حسن السياسة رحمهالله ، وهلك معه الأمير ركن الدين طقصو الناصري وكذلك الأمير سيف الدين جرمك الناصري ، والأمير سيف الدين الهاروني وغيرهم ، وكان معهم الأمير حسام الدين لاجين فلما خنقوا قيل أنهم وضعوا الوتر في حلقه ، فانقطع ، وكان السلطان حاضرا فقال ياخوند إيش ذنبي ما لي ذنب إلا حموي طقصو ، وقد هلك ، وأنا أطلق ابنته فرق له خشداشيته وقبلوا الأرض وسألوا السلطان فيه وضمنوه فأطلقه ، وخلع عليه ، وأعطاه إقطاع مائة فارس وتركه سلحداره كما كان في حياة والده وهو صغيرا ، ليقضي الله أمرا كان مفعولا ، رحمهمالله وإيانا.
وفيها توفي الأمير شمس الدين أبو البيان نبأ بن نبأ بن الأمير نور الدين ، أبو الحسن علي بن الأمير شجاع الدين هاشم بن الحسن بن الحسين المعروف بابن المحفد المصري مولدا ، ودارا ، ووفاة توفي بداره بالروضة ملاصق قلعة الجيزة ليلة الثلاثاء حادي عشر صفر ، صلى العشاء الآخرة بسورة هل أتى على الإنسان ، وبعد فراغه من الصلاة وجدوه ساجدا ، وهو ميت ، وكان له عادة يسجد عقيب الصلوات دائما ويدعو الله تعالى ، ودفن من الغد بتربته بالقرب من تربة الإمام الشافعي ، رضياللهعنه ، كان دينا صالحا كثير المروءة والعصبية لمن يعرفه ، ولمن لا يعرفه واسطة خير ، وله صدقات كثيرة ، ومعروف وبر إلى المشايخ والفقراء وحسن العقيدة في الصالحين ، وعمره ما شرب خمر ، ولا تعدا مكروه ، خدم السلطان الملك الظاهر ، وولده الملك السعيد ، فلما تولى السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون أعطاه العصاة ، وجعله أمير جاندار ، وحظي عنده ، وارتفعت منزلته ، وكان بينهما مودة قديمة ، رعاها له ، فلما سلطن السلطان لولده الملك الصالح علاء الدين علي ، وجعله ولي عهده ، سلمه إلى الأمير شمس الدين ، وقال له : هذا ولدك مثل ما هو ولدي ربيه كما تعرف ، ورتب ولده الأمير سيف الدين