قاضي القضاة شهاب الدين الخوئي الشافعي على ذلك ، وهي قضية مزمنة كان النزاع فيها في مائتي سنة ، وكل ما قام دولة يقوموا والقضاة لم يحكموا لهم بشيء ، نسأل الله اللطف فيما جرت به المقادير.
وفيها تولي الأمير سيف الدين طوغان نيابة سلطنة قلعة الروم ، عوض الأمير عز الدين الموصلي ، وتولى الأمير سيف الدين أسندمر ولاية بر دمشق ، عوض عن الأمير سيف الدين طوغان ، وكانت الولاية لهما في رجب.
وفيها رسم السلطان الملك الأشرف للأمير عز الدين أيبك الحموي الأفرم أمير جاندار ، أن يسافر إلى بلد الشوبك ، وأن يخرب قلعتها ، فعادوه في بقائها ، فانتهره فسافر وأخربها غير القلعة ، وكان ذلك في غاية ما يكون من الخطأ ، وسوء التدبير ، لكن درجة السلطان كانت تقتضي الخراب ، لأنه في قلعة القاهرة أخرب أكثر بنيانها ، وكذلك في قلعة دمشق أخرب قاعات كثيرة ، وبظاهر قلعة دمشق إلى باب الميدان ما تقدم ذكره ، وخراب السواحل جميعها وعدم الأجلاب البحرية ، وأما ثغر الاسكندرية فانقطعت عنها المراكب وبلغ قيمة كل ما يجلب من البحر الدينار عشرة أمثاله.
وفيها في يوم الأحد عاشر جمادى الأول درس بالظاهرية ، التي ظاهر دمشق القاضي إمام الدين الزويني ، وحضر القضاة والعلماء وجماعة من الفقهاء وغيرهم.
وفي أول شعبان باشر الصدر الرئيس أمين الدين ابن هلال نظر ديوان الجامع بدمشق ، لما تركه المولى شهاب الدين ابن السلعوس.
وفي العشرين من شهر ذي الحجة لعب السلطان الملك الأشرف ظاهر القاهرة خارج باب النصر عند قبة النصر القبق ، وصفة ذلك بأن ينصب صاري عالي ، ويعمل على رأسه قرعة ، ويترك في القرعة طير