حمام ، ثم يأتي الرامي وهو سائق فرسه ويرمي النشاب ، فمن أصاب القرعة والطير الحمام رمى عليه خلعة تليق به على مقداره ، وكان ذلك بسبب طهور السلطان الملك الناصر ابن السلطان الملك المنصور ، وعمل مهم عظيم ، وكان الطهور يوم الاثنين ثاني وعشرين ذي الحجة ، فعندما طهروهم رمى الأمراء الذهب لأجل النقوط ، وذلك كل أمير معه مائة فارس مائة دينار ، وكل أمير معه خمسين فارس ، خمسين ، وأربعين أربعين ، وكل واحد على مقدار ما معه من الأجناد يرمي في الطشت ، وكذلك المقدمين ، وباقي الحاشية ، والمماليك السلطانية ، وكان وقتا عظيما ، ذكروا أنهم أملوا جماعة طشوتا ذهبا عينا ، وكان ذلك آخر فرح عمله الملك الأشرف ، كأنه كان يتودع الدنيا رحمهالله تعالى.
وكان في صفر قد ورد المرسوم منه إلى دمشق بعمل مائة شمعدان مطعمة ، ومائة وخمسين سرج مسقطة ، وتخت كبير مصفح بالذهب والفضة ، وألف ثوب مروزي ، وغير ذلك من الأواني والأقمشة بسبب هذا الختان المذكور.
وفي عاشر ربيع الأول سافر من دمشق إلى مصر الأمير شمس الدين سنقر البكتوتي المعروف بالمساح ، بمرسوم سلطاني أشرفي ، ورد يطلبه ، فلما كان عشرين ربيع الآخر وصل إلى دمشق الأمير سيف الدين بلبان الخزندار الحلبي من مصر على إقطاع المساح ، وهو مائة فارس ، وزيادة عليه جملة كثيرة من عين وغلة.
وفي سابع وعشرين محرم وصل إلى دمشق الأمير عز الدين الحموي الخزندار المنصوري متولي الفتوحات الساحلية الطرابلسية ، عوضا عن الأمير سيف الدين طغريل الإيغاني وصحبتهم الأمير علم الدين الدوادار ومعهم جماعة الأمراء.
وفي شهر صفر حصل ببلاد غزة والرملة ولد ، وقاقون ، والكرك