وولي في قلعة الروم وما أضيف إليها الأمير عز الدين الموصلي ، فامتنع فغضب عليه السلطان ، وقبض عليه الأمير جمال الدين أقوش الفارسي ، فلم تطل مدته وتوفي سريعا فأعيد إليها الأمير عز الدين الموصلي.
وفيها في رابع عشر شهر رمضان عمل عسكر مصر بدمشق النيروز كعادتهم بالديار المصرية ، وتأذى جماعة من أهل دمشق منهم ، فإن أهل دمشق ما لهم عادة بذلك.
وفي أثناء هذا النهار قبض السلطان على الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، وعلى الأمير ركن الدين طقصو ، وهرب الأمير حسام الدين لاجين فنادى عليه المنادية بدمشق أن من مسك الأمير حسام الدين لاجين أو أحضره ، أو أعلم به أين هو ، كان له ألف دينار ، ومن أخفاه شنق ، ثم إن السلطان ركب هو ومماليكه ، وأكثر الأمراء في طلب حسام الدين ، وأصبح يوم العيد والسلطان مهجج في البرية ، وكانوا قد عملوا السماط كجاري العادة في الأعياد ، وقد اطلعوا المنبر إلى الميدان الأخضر ، وطلع الخطيب موفق الدين فصلى في الميدان بالعوام ، والسلطان والعساكر مهججين في طلب الأمير حسام الدين لاجين ، ولم يقعوا له على خبر ، وعاد السلطان بعد صلاة العصر إلى دمشق والعسكر وهم في أسوأ حال ، فعمل بعض الفضلاء في الخطيب موفق الدين المذكور هذه البيتين :
خطب الموفق إذ تولى خطبة |
|
شق العصا بين الملوك وفرقا |
وأظنه إن قال ثانية غدا |
|
دين الأنام وشملهم متمزقا |
ثم إنهم سيروا الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، وركن الدين طقصو تحت الحوطة إلى مصر رابع شوال ، وأما الأمير حسام الدين لاجين فإن العرب مسكوه وأحضروه إلى السلطان ، فرسم بتسفيره تحت الحوطة مقيدا ، وذلك سادس شوال ، وفي يوم الجمعة سادس شوال ولى السلطان الملك الأشرف الأمير عز الدين الحموي نيابة السلطنة بدمشق