فالمجلس السامي يأخذ حظه من هذه البشرى ، التي بشرت بها ملائكة السماء ملك البسيطة ، وسلطان الأرض ويكاثر على شكرها كل من أرضى الله طاعته ، وأغضب من لم يرض من ذوي الإلحاد وممن حاد الله وممن ينتظر من هذا الإبعاد إنجاز الإيعاد فلا ينجيه إلا تظاهرنا والإبعاد ، فإنه بفتح هذه القلعة وتوقلها ، وحيازة ثغرها ومعقلها تحقق من بسيحون وجيحون أنهم بعد فتح باب الفرات بكسر أقفال هذه القلعة لا يرجون أنهم ينجون ، وما يكون بعد هذا الفتح ، إن شاء الله ، إلا فتح المشرق والروم وملك البلاد من مغرب الشمس إلى مطلع الإشراق ، والله تعالى يمدنا من دعواته الصالحة بما تغدوا به عقود الإيمان حسنة الاتساق إن شاء الله تعالى.
وكتب يوم الفتح المبارك سنة إحدى وتسعين وستمائة ، حسب المرسوم الشريف ، والحمد لله وحده.
ونسخة كتاب الأمير علم الدين سنجر الشجاعي نائب السلطنة يومئذ بالشام ، إلى قاضي القضاة شهاب الدين الخوئي أيضا :
بسم الله الرحمن الرحيم
ضاعف الله تعالى مسار الجناب العالي المولوي ، القضائي الإمامي العالمي ، العلامي الزاهدي العابدي الورعي ، القدوي الشهابي ، ضياء الإسلام ، شمس الشريعة قاضي القضاة ، حجة الأئمة سيد الحكام ، قدوة العلماء ، ولي أمير المؤمنين ، ولا زالت وفود البشائر إليه تترى ، وعقود التهاني لديه نظما ونثرا ، وفواتح الفتح تتلى عليه بكل آية نصر يسجد لها القلم في الطرس شكرا ، ويشمل على أسرار الظفر فيأتي في الإسماع من غرابتها بما لم تحط به خبرا ، ويتحفه بظهور المساهمة بالهمة فيهتدي إليه سرورا وأجرا.
المملوك يستفتح بحمد الله على ما منح من آلائه ، وفتح على أوليائه