السنة التسعون وستمائة
استهلت هذه السنة والخليفة الإمام الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد العباسي ، وسلطان الديار المصرية والبلاد الشامية وما أضيف إلى ذلك السلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل ابن الملك المنصور سيف الدين قلاوون رحمهالله ، وهو مقيم بالديار المصرية ونائب السلطنة عنه وكافل المملكة الأمير بدر الدين بيدرا المنصوري ووزيره ومدبر دولته شمس الدين محمد بن السلعوس الدمشقي ، فوض إليه الوزارة وهو في الحجاز الشريف ، ونائب السلطنة بالمملكة الحلبية وما أضيف إليها الأمير شمس الدين قراسنقر المنصوري ، ونائب السلطنة بالفتوحات الساحلية والأعمال الطرابلسية ، والجبلية والقلاع الاسماعيلية ، الأمير سيف الدين بلبان السلحدار المعروف بالطباخي ، ونائب السلطنة بالكرك والشويك وما أضيف إلى ذلك الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار المنصوري ، وصاحب حماة والمعرة الملك المظفر تقي الدين محمود ابن الملك الصالح محمد ، وصاحب اليمن الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر ، وصاحب مكة شرفها الله تعالى الأمير نجم الدين محمد بن شيحة الحسني.
وفيها الحوادث : في بكرة الاثنين خامس المحرم دخل تقي الدين توبة دمشق ، وولى الشد الأمير سيف الدين طوغان ، وخلع عليه ، وباشر يوم الأربعاء رابع عشر المحرم ، ودخل الحاج يوم السبت مستهل صفر وأميرهم الزوباشي ، ودرس قاضي القضاة شهاب الدين النحوي رحمهالله عليه بالناصرية ، عوضا عن زين الدين الفارقي بحكم محضر مثبوت يتضمن أن واقفها لما وقفها جعل التدريس للحاكم بدمشق ، وحضر درسه جماعة من الأعيان ، وكتب توقيعه ابن الشيخ علاء الدين ابن غانم وجاء سبعة وعشرة أوصال بالحموي ، وأتى فيه بالغرائب ، وأعجب القاضي شهاب الدين كثيرا ، ولم يكتب مثله ، وصلي بجامع