فسير جماعة ، وكان نجم الدين منهم ، قال : فسيرنا في البرية ، ومع حجي قداحة ، إذا قدحها ينهر منها النار ، ومع غيره من العرب وغيرهم قداحات ، وهم يقدحون ، والناس يتبعونهم ، فبينا نحن نسير في أرض محجر ، سقطت القداحة من يد حجي فتركها ، ورحنا في المهم الذي نحن قاصدوه ، وقضينا الشغل ، وعدنا ، ومررنا بتلك الأرض بالليل ، فلما صرنا بالمكان الذي سقطت فيه القداحة ، قال حجي : في هذا المطرح سقطت قداحتي ، وضرب الأرض برمحه ، فطنت القداحة ، فأسرجنا ضوءا ، ووجدناها ، وهذا من غريب الاتفاق ...
عبد الله بن اسماعيل بن محمد بن أيوب بن شاذي بن محمد جلال الدين الملك المسعود ابن الملك الصالح عماد الدين أبي الفداء ابن الملك العادل سيف الدين أبي بكر ، كان من أجمل الناس صورة مع مكارم الأخلاق ، جمع بين حسن الصورة والمعنى ، وتوفي إلى رحمة الله بقرية بالمرج ، وحمل إلى جبل قاسيون ، فدفن بتربة عمه الملك الأمجد تقي الدين عباس ـ رحمهالله ـ يوم الأحد خامس وعشرين جمادى الآخرة ، وقد نيف على الخمسين من العمر ـ رحمهالله ...
كافور بن عبد الله أبو المسك شبل الدولة الصوابي الخادم ، توفي بقلعة دمشق ليلة الخميس مستهل شهر رمضان ، ودفن يوم الخميس ، وقد نيف على الثمانين ـ رحمهالله ، كان من عقلاء الدينة الأخيار. سمع الحديث ، وأسمعه ، وتولى عدة ولايات ، وكان في آخر عمره قد رتب خزندار بقلعة دمشق ، والصوابي نسبة إلى الأمير شمس الدين صواب العادلي الأمير الكبير المشهور ـ رحمهالله تعالى.
محمد بن إبراهيم بن علي بن شداد أبو عبد الله عز الدين الحلبي. مولده بحلب في سادس ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وست مائة ، وتوفي بمصر في سابع عشر صفر هذه السنة ، ودفن بسفح المقطم ، كان رئيسا ، حسن المحاضرة ، وصنف تاريخا لحلب ، وسيرة الملك الظاهر ركن