الحسن بن محمد بن علي بن محمد أبو محمد نجم الدين الأنصاري الدمشقي.
خدم الأمير عز الدين أيبك المعظمي ـ رحمهالله ـ صاحب صرخد ، ثم الطواشي شهاب الدين رشيد ، وتنقل في مباشرة سد الجهات والولايات ، وآخر ما ولي قلعة بعلبك ومدينتها بعد وفاة كمال الدين إبراهيم بن شيث ـ رحمهالله ـ وقدمها مستهل شهر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين ، واستمر بها إلى أن استولى على دمشق وما معها الأمير شمس الدين سنقر الأشقر نائبا عن الملك المنصور ـ رحمهالله ـ فصرفه ، وولى عوضه سعد الدين عمر بن قليج ، فلما اتصل ذلك بالملك المنصور أنكره ، وأمر بإعادته فأعاده ، واستمر إلى شهر رجب سنة اثنتين وثمانين ، وطلب إلى دمشق ، وصرف عن الولاية ، ورسم عليه أياما ، ثم أفرج عنه ، ولزم منزله بدرب الفراش بدمشق إلى أن خرج الملك المنصور ـ رحمهالله ـ لحصار المرقب ، فخرج في جملة العساكر ، وبعد فتوح المرقب حصل له مرض ، وأدركته منيته في أرض القصب من أعمال حمص ، ودفن هناك وهو في عشر الثمانين ، وكان عنده أمانة وخبرة بالولاية والتصرف ، وهو من كبراء رماة البندق ، ويحاضر بالحكايات والأشعار والتواريخ ، وله حدة ، وكان يزعم أن بدر الدين بن نقادة الشاعر المشهور نسيبه من جهة والدته ـ والله أعلم ـ وكانت وفاته يوم الأحد ثالث جمادى الأولى ، وكان يتهم بمال كثير فلم يظهر له منه شيء ، والظاهر أنه خفي ـ والله أعلم ، ثم بلغني بعد موته بقريب خمس وعشرين سنة وقد خربت داره أنه كان صبيان يحفرون في الدار فوجدوا شيئا ، واتصل ذلك بالدولة ، فسيروا من استقصى في الحفر ، فوجدوا مقدارا صالحا من الذهب والدراهم ، حكى لي نجم الدين حسن المذكور ما معناه أن الملك المعظم عيسى ـ رحمهالله ـ رسم للأمير عز الدين أيبك صاحب صرخد أن يسير جماعة مع حجي بن يزيد أمير آل مرى ،