الأيام ، وغدت مغلقة بمسك المداد أصداغ الأقلام ، فليأخذ حظه من هذه البشرى التي شرحت للإسلام صدرا ، وجددت لكل صباح من تباشيره بشرا ، وخلدت لأيام هذه الدولة فخرا ، يبدو في صبيحة كل نهار فجرا ، وهذا الفتح المبين وإن لم يكن الجناب من حضار حصارها ، ولا تضمخ درعه بردعه ، ولا تمسك ذيله بعثاره ، فإنه مجهز جيش كتائبه التي فتح الله على يدها ، وأجراها من النصرة على جميل عوائدها ، فله أجر الغازي وهو المقيم ، والسهم إذا أصاب الغرض فراميه المصيب وهو بمكانه لا يريم» ...
ولما كان السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون ـ رحمهالله ـ على حصار المرقب ، وردت عليه البشرى بولادة ولده السلطان الملك الناصر ناصر الدين محمد ، فمولده في تلك السنة ـ أيده الله تعالى ، ودخل الملك المنصور عائدا من المرقب يوم الأحد ثالث جمادى الأولى ، وطلب محيي الدين محمد ابن النحاس ، وقلده الوزارة بدمشق والشام ، وخلع عليه خلعة كاملة يوم الخميس سادسه ، وصرف شرف الدين توبة من الوزارة موقرا ، وسافر الملك المنصور إلى الديار المصرية بكرة الاثنين ثامن عشر جمادى الأولى ، وسافر تقي الدين توبة إلى القاهرة يوم الأحد حادي عشر رجب ، وتوجه شمس الدين الدمشقي إلى حلب حاكما يوم الخميس حادي عشر شوال ، وخرج ركب الحجاز من دمشق يوم السبت تاسع شوال ، وأميرهم بدر الدين بن أبي القاسم ...
وفيها توفي :
أيدكين بن عبد الله الأمير علاء الدين البندقدار الصالحي النجمي ، كان في بداية أمره مملوكا للأمير جمال الدين موسى بن يغمور ، ثم انتقل عنه إلى الملك الصالح نجم الدين ، فجعله بندقداره ، وأمره ، وكان من أكابر الأمراء وأعيانهم ، وكان الملك الظاهر مملوكه ، وعنه انتقل إلى الملك الصالح لما حبسه ، واحتاط على موجوده ، ولم يكن الملك الظاهر يعرف