نصر الله بن محمد بن نصر الله صفي الدين وزير حماة ، وليها بعد وفاة أخيه علاء الدين سنة أربع وسبعين وست مائة ، وكان حسن المعاملة للناس ، لين الكلمة ، توفي بحماة سلخ رجب ـ رحمهالله وإيانا ...
السنة الرابعة والثمانون وستمائة
استهلت هذه السنة ، والخليفة والملوك على القاعدة في السنة الخالية سوى الملك أحمد بن هولاكو ، فإنه قتل ، وترتب مكانه أرغون بن أبغا ، وسوى الملك المنصور صاحب حماة ، فإنه توفي في السنة الخالية على ما تقدم ، واستقر عوضه ولده الملك المظفر تقي الدين محمود ، والملك سيف الدين قلاوون قد خرج من الديار المصرية إلى الشام ، ودخل دمشق يوم السبت ثاني وعشرين من المحرم بالعساكر المصرية ، وعرض العسكر الشامي مدة أيام ، وخرجوا جميعا يوم الاثنين ثاني صفر قاصدين المرقب ، وكان قد بقي في يد الأمير شمس الدين سنقر الأشقر قطعة من البلاد ، منها : صهيون وبلاطنس وبرزية وغير ذلك ، والعمل في الباطن على انتزاع ما يمكن انتزاعه من يده ، وإفساد نوابه ، فاتفق الحال بين من ببلاطنس من النواب وبين نواب الملك المنصور على تسليم بلاطنس ، فسلمت في أول صفر ، ووافى الملك المنصور البشرى بتسليمها ، وهو على عيون القصب متوجه إلى حصار المرقب ، فسر بذلك واستبشر بنيل مقصوده من المرقب ، وقد تقدم ذكر ما فعله أهل المرقب بالعسكر النازل لهم ، فأثر ذلك في نفس السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون ـ رحمهالله ـ وحضر بنية قصدهم ، فلما كان في مستهل صفر ، خرج من دمشق بالعساكر المنصورة لقصده ، وتقدمته المجانيق ، ونازل الحصن المذكور يوم الأربعاء العاشر منه ، وشرع العسكر في عمل الستائر للمجانيق ، فلما انتهت الستارة للمجانيق المقابل لباب الحصن ، سقطت إلى بركة كبيرة فيها ماء مجتمع ، وكان عليها جماعة كبيرة من أصحاب الأمير علم الدين الدواداري ، منهم : شمس الدين سنقر أستاذداره ، وعدة من مماليكه ، فاستشهدوا ـ رحمهمالله تعالى.