عيسى بن مهنا أبو مهنا الأمير شرف الدين أمير آل فضل ، ملك العرب في وقته ، والمشار إليه منهم ، كان له منزلة عظيمة عند الملك الظاهر ، ثم تضاعفت عند الملك المنصور سيف الدين قلاوون بحيث ضاعف حرمته وإقطاعه ، وملكه مدينة تدمر بعقد البيع والشراء ، وأورد عنه لبيت المال ليأمن غائلة ذلك فيما بعد ، وكان المشار إليه كريم الأخلاق ، حسن الجوار ، مكفوف الشر ، مبذول الخير ، لم يكن في العرب وملوكها من يضاهيه ، وعنده ديانة ، وصدق لهجة ، لا يسلك مسالك العرب في النهب وغيره ، ولما توفي أقر الملك المنصور سيف الدين قلاوون ـ رحمهالله ـ ولده الأمير حسام الدين مهنا على إمرته وإقطاعه وزاده ، وضاعف حرمته ، وبسطته ، وكان بين وفاته ووفاة الأمير أحمد بن حجي دون السنة ، وكان بينهما من المنافسة ما يكون بين النظراء ، فكان أجلهما متقارب ، وصلي على عيسى ـ رحمهالله ـ بجامع دمشق بالنية يوم الجمعة تاسع ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين ـ رحمهالله تعالى ...
محمد بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي أبو المعالي الملك المنصور ناصر الدين ابن الملك المظفر تقي الدين ابن الملك المنصور صاحب حماة والمعرة ، تملك حماة وما معها عند وفاة والده في يوم السبت لثمان مضين من جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وست مائة ، ووالدته الصاحبة غازية خاتون ابنة الملك الكامل ابن العادل ، ومولده في الساعة الخامسة من يوم الخميس لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وست مائة بقلعة حماة ، وعملت عقيقة عظيمة بقلعة حماة في اليوم السابع من مولده ، وتقلد الملك بعد وفاة والده ، وعمره عشر سنين وشهر واحد وثلاثة عشر يوما ، وقام بتدبير ملكه الأمير سيف الدين طغريل أستاذدار والده ، والمشير في الدولة الشيخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري ، والطواشي مرشد ، والوزير بهاء الدين ابن تاج الدين ، والجميع يرجعون إلى ما تأمر به الصاحبة غازية خاتون والدته ...