الحموي ، والشهاب غازي الأميني ، والعز التبان ، فأمر نائب السلطنة أن يركبوا حميرا ويجرصوا ، ففعل بهم ذلك بدمشق ، وحبس ابن الحموي بعد ذلك في حبس باب الصغير ، بقي فيه يومين ، وشفع فيه ، فأطلق وظهر عند بهاء الدين البرزالي إشهاد مثبوت على الحكام ببراءة القاضي عز الدين مما ادعي عليه به ، ولم يجسر على إخراجه.
وفي بكرة الأحد حادي عشر شوال ذكر الشيخ شمس الدين الأيكي الدرس بالغزالية ، وذكر قاضي القضاة بهاء الدين بن الزكي بالمدرسة العادلية الكبيرة بكرة الاثنين ثاني عشره ، وحضر عنده أعيان البلد من القضاة والعلماء والفضلاء على اختلاف المذاهب ، وذكر الدروس الفائقة ، وتصدى لإيراد الأجوبة عليها وبحث بحثه الفائق إلى أن أطرب المسامع بعلومه التي فاق بها الأواخر والأوائل ، وأتى بما عجز به الحاضرون.
وفي يوم الخميس منتصف شوال خرج محمل الحاج من دمشق ، وأميرهم صارم الدين المطروحي ، ودخل الملك المنصور صاحب حماة دمشق من القاهرة يوم الأحد رابع عشر صفر ، وتوجه إلى حماة يوم الجمعة ثاني عشر منه ، ودخل الحاج دمشق في خامس صفر ، وأميرهم الطواشي بدر الدين الصوابي.
وفيها توفي :
أحمد بن حجي بن يزيد البرمكي الأمير شهاب الدين أمير آل مرى ، وهو من الفرسان المشهورين ، والشجعان المذكورين ، كانت سراياه تغار إلى أقصى نجد ، وبلاد الحجاز ، ويؤدون له الخفر ، وكذلك صاحب المدينة الشريفة النبوية يؤدي له القطيعة ، وله المنزلة العالية عند الملك الظاهر والملك المنصور وغيرهما من الملوك يدارونه ، ويتقون شره ، ويزعم أنه من نسل جعفر بن يحيي البرمكي المشهور ، وكان كتب إلى