أحمد بن هولاكو من مصر عائدين إلى مخدومهم ، ونزلوا بدار رضوان بالقلعة ، وسافروا ليلة الأحد رابع عشرين منه إلى بلادهم ، ولم يتوجه معهم رسول من جهة الملك المنصور.
وفي يوم عيد النحر وهو يوم الخميس قدم الملك المنصور ناصر الدين محمد صاحب حماة إلى دمشق متوجها إلى الديار المصرية ، إلى خدمة السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون ، ونزل بداره داخل باب الفراديس ، وسافر بعد يومين من مقدمه.
وفي يوم عرفة قبض بدمشق على زين الدين من ذرية الشيخ عيسى ابن أبي البركات ، وأبو البركات هو أخو سيدنا عدي بن مسافر ـ رحمة الله عليه ـ وسير إلى الديار المصرية ، وصحبته أميران من أمراء دمشق مقبوض عليهما أيضا حسبما ورد به مرسوم الملك المنصور سيف الدين قلاوون من الديار المصرية ...
وفيها توفي :
بيجار بن بختيار الأمير حسام الدين اللاوي الرومي ، قد ذكرنا قدومه إلى الشام ، وتروحه عن بلاد التتار ، وكان له بتلك النواحي قلاع ، وبلاد ، وأموال جمة ، فجرى لولده بهاء الدين بهادر المقدم ذكره ما اقتضى تروحه مع رغبته في الحضور إلى بلاد الإسلام ، ومكاتبة الملك الظاهر له ، ولما حضر وصل مع خلق كثير من أمراء الروم ، وأعيانه ، وطائفة كثيرة من غلمانه ، وأتباعه ، وذريته ، ولما استقر بالديار المصرية قصد الحج فتوجه ، وأدى فريضة الحج ، وتصدق في الطريق ، وبالحرمين الشريفين بصدقات كثيرة ، وأنفق في حجته أموالا جمة ، وعاد ولزم بيته ، وترك الإمرة وكف بصره قبل موته بدون ثلاث سنين ، وكان قد عمر عمرا طويلا ، وتعدى المائة سنة بسنين كثيرة ، وتوفي بالقاهرة في أوائل شهر شعبان من هذه السنة ـ رحمهالله تعالى ...