علم الدين الدويداري ، ومعه خزندار سنقر الأشقر في معنى إبرام الصلح والوقوف على اليمين ، فحلف الملك المنصور يوم الاثنين خامسه ، ونادت المنادية في دمشق بانتظام الصلح واجتماع الكلمة ، فرجع الذين حضروا من جهة سنقر الأشقر ، وصحبتهم الأمير فخر الدين إياز المقري ليحضر يمين شمس الدين سنقر الأشقر ، فحلفه ، وعاد إلى دمشق يوم الاثنين ثاني عشرة فضربت البشائر بالقلعة ، وسر الناس بذلك غاية السرور ، وصورة ما انتظم عليه الصلح : أن سنقر الأشقر يرفع يده عن شيزر ، ويسلمها إلى نواب الملك المنصور وعوضه عنها فامية ، وكفرطاب ، وأنطاكية ، والسويدية ، والشغر ، وبكاس ، ودركوش بأعمالها كلها ، وعدة ضياع معروفة ، وأن يقيم على ذلك ، وعلى ما كان استقر بيده عند الصلح ، وهو : صهيون وبلاطنس ، وحصن برزية ، وجبلة ، واللاذقية ، وست مائة فارس ، وخوطب بالمقر العالي المولوي السيدي العادلي الشمسي ، ولم يصرح في مخاطباته بالملك ولا بالأمير ، وكان يخاطب قبل ذلك في مكاتباته من الملك المنصور : بالجناب العالي الأميري الشمسي.
وفي العشر الأوسط منه دارت الجهة المفردة بدمشق وأعمالها ، وضمنت ، وأقيم لها ديوان ، ومشد ، وكانت أبطلت من الشام في الأيام الظاهرية من مدة تزيد على خمس عشرة سنة ، وأعيدت هذه الحالة في الديار المصرية قبل هذا التاريخ بمدة ، فلما كان يوم الأحد الخامس والعشرين منه ، خرج مرسوم السلطان بإبطال الجهة المفردة من دمشق ، والبلاد الشامية ، وبإراقة الخمور ، وإقامة الحدود على مرتكب ذلك ، وبتعظيم الإنكار في ذلك ، فركب الولاة ، وطافوا على مظان ذلك بدمشق وظاهرها ، وأراقوا الخمور ، وأزالوا ما يناسب ذلك ، وشددوا غاية التشديد في ذلك ، وتضاعفت الأدعية للسلطان على ذلك.
وفي بكرة يوم الأحد تاسع وعشرين منه عادت العساكر الشامية