وفي ليلة الأربعاء سادس عشرة هرب الأمير سيف الدين أيتمش السعدي ، ومعه جماعة إلى صهيون من منزلة خربة اللصوص ، وركبت في طلبهم جماعة من الأمراء ، منهم الأمير ركن الدين بيبرس الناصري المعروف بطقصو ، فأدركه ، وجرح طقصو ، ولم يقدر على رده فعاد عنه.
وفي يوم السبت تاسع عشره دخل الملك المنصور سيف الدين قلاوون دمشق ونزل بقلعتها ، وخرج الناس كافة إلا من قل لتلقيه.
وفي عشية يوم الاثنين تاسع وعشرين منه صرف قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان ـ رحمهالله ـ عما كان يباشره من الحكم بالبلاد الشامية ، وولى القضاء عز الدين محمد بن عبد القادر المعروف بابن الصائغ عوضه.
وفي العشر الأول من صفر ترتب بدمشق حاكم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه بعد خلوها منه مدة ، والذي ولي القضاء نجم الدين أحمد بن الشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر المقدسي.
وفيه خرجت قطعة جيدة من العسكر ، مقدمهم الأمير علاء الدين كشتغدي الشمسي ، وأعقبهم مجانيق عدة جهزت على العجل لحصار شيزر.
وفي العشر المذكور من صفر أيضا ولي بحلب وأعمالها القاضي تاج الدين يحيى بن محمد الشافعي مستقلا من جهة الملك المنصور.
وفي هذا الشهر جاء الملك المنصور صاحب حماة إلى دمشق لخدمة السلطان الملك المنصور والسلام عليه ، فخرج لتلقيه في موكبه ، ونزل بداره المعروفة بابن المقدم داخل باب الفراديس ، وترددت الرسائل بين الملك المنصور وشمس الدين سنقر الأشقر في تقرير قواعد الصلح ، فلما كان يوم الأحد رابع ربيع الأول ، وصل من جهة سنقر الأشقر الأمير