بكمالها ، ويسير من العساكر المصرية من جهة شيزر إلى دمشق للاستغناء عنهم بالصلح ، وفي اليوم المذكور انبرم الصلح بين الملك المنصور سيف الدين قلاوون والملك المسعود نجم الدين خضر ابن الملك الظاهر صاحب الكرك ، وحلف الملك المنصور على الصلح بما استقر عليه الحال ، ونادت المنادية بذلك ، ففرح الناس باجتماع الكلمة ، ولله الحمد.
وفي الشهر المذكور قبض بالديار المصرية على وزيرها برهان الدين السنجاري ، وصرف عن الوزارة ، واعتقل بقلعة الجبل ، وكان قد تقدم بأيام قلائل ، قبض ولده وحاشيته ، وخواصه ، وأتباعه ، وغلمانه ، وحبسوا عن آخرهم ، وطولب برهان الدين بمال كثير.
وفي العشر الوسط منه عاد الملك المنصور ناصر الدين صاحب حماة إلى حماة ، وخرج السلطان لوداعه إلى القابون.
وفي يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الآخر وصل إلى ظاهر دمشق زوجة الملك الظاهر ابنة بركة خان الخوارزمي من الكرك ، وصحبتها تابوت ولدها الملك السعيد ناصر الدين محمد ـ رحمهالله ـ نقل من مشهد جعفر الطيار رضياللهعنه ، فلما كان ثلث الليل من ليلة الخميس العشرين منه استلقي تابوته بالحبال من السور الذي لباب الفرج ، وحمل إلى تربة أبيه الملك الظاهر ، وأنزلوه من ساعته على ضريح والده بالتربة المذكورة ـ رحمهماالله تعالى ، ونزلت والدته بدار صاحب حمص تجاه المدرسة العزيزية ، وأكرمت غاية الإكرام ، وأجري لها الإقامات الوافرة.
وفي بكرة الجمعة حادي وعشرين منه عقد عزاءه بالتربة المذكورة ، وحضر الملك المنصور سيف الدين قلاوون ، وأعيان الأمراء وأرباب الدولة ، والوعاظ والقراء.
وفي يوم الخميس العشرين من جمادى الأولى أحضر إلى الملك المنصور سيف الدين ، وهو بالميدان الأخضر أمير لمنكوتمر بن هولاكو أسيرا تحت