سم الموت ، وعلاء الدين أيدغدي الأعمى ، وبيدغان ، وقلاجا ، وعدة أمراء أكابر ـ رحمهمالله تعالى ...
أبو بكر بن سيف الدين المعروف بابن اسباسلار ، ولي مصر مدة سنين ثم ولى القاهرة في آخر عمره ، وكان عنده فتوة ، ومروءة ، وتعصب ، وكرم مفرط ، ومحبة للفقراء ، واعتقاد في المشايخ ، وبر لهذه الطائفة ، وله في تكرمه غرائب تفرد بها في وقته ، وكان حصل له سمن مفرط جدا ، وعانى شدة ، وأشار عليه الأطباء بعدم النساء متى استعزف النساء ولى عليه التلف فبقي مدة لم يقربها ، وتوفي في شهر ربيع الأول بمصر ، ودفن بإحدى القرافتين ، وهو في عشر الستين ـ رحمهالله تعالى.
السنة الثمانون وستمائة
استهلت يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من نيسان ، والخليفة والملوك على القاعدة المستقرة في السنة الخالية ، والملك المنصور سيف الدين قلاوون ـ رحمهالله ـ نازل على منزلة الروحاء من عمل الساحل بعساكره.
وفي يوم الخميس عاشر المحرم رحل منها ونزل اللجون ، وعاد رسوله من عكا صحبة من صحبه من رسل الفرنج من عكا والمرقب ، فاستحضرهم يوم الجمعة حادى عشره بمنزلة اللجون بحضور الأمراء ، وسمع رسالتهم ، وحصل الاتفاق ، وحلف الملك المنصور على الصورة التي وقع الاختيار عليها ، واقتضتها المصلحة ، وانبرم الصلح ، وانعقدت الهدنة.
وفي يوم الأحد ثالث عشره قبض الملك المنصور على سيف الدين كوندك الظاهري وعلى جماعة من الأمراء الظاهرية لمصلحة اقتضاها بمنزلة حمراء بيسان وقت الظهر بالدهليز ، وعند قبضهم هرب الأمير سيف الدين بلبان الهاروني ، ومعه جماعة ، وقصدوا صهيون ، وركبت الخيل في طلبهم فلم يدركوهم.