الصورة ، وتصرف الأتابك في المملكة والعساكر ، والخزائن ، وعامله الأمراء ، وجميع الجيش بما يعاملون به السلطان ، وعمل بخلع الملك السعيد مكتوب شرعي متصل باستفتاء ، ووضع الأمراء خطوطهم ، وشهادتهم فيه ، وكتب فيه المفتيون ، والقضاة ، وجعلوا نسخا عدة وعوضوا الملك السعيد الكرك ، وعملها ، وأعطوا أخاه نجم الدين خضر الشوبك وعملها.
وفي ليلة الاثنين ثامن عشرة خرج الملك السعيد إلى بركة الحجاج ونزل بها متوجها إلى الكرك ، ومعه جماعة من العسكر ، صورة ترسيم ، مقدمهم سيف الدين بيدغان الركني ثم أعيد إلى القلعة نهار الاثنين لأمر أرادوه وقدروه ، ثم توجه ليلة الثلاثاء إلى الكرك بمن معه فوصلوها يوم الاثنين خامس عشرين منه ، ودخلوها ، وتسلم أخوه الأمير نجم الدين خضر الشوبك وكان بيدغان ، ومن معه قد فارقه من غزة ، ورجع إلى الديار المصرية.
وأما الأمير شمس الدين سنقر الأشقر فإنه اجتمع بخشداشيه الأتابك سيف الدين قلاوون وصار في جملته ، وأما الأمير عز الدين أيدمر فإنه وصل بمن معه إلى ظاهر دمشق يوم الأحد مستهل جمادى الأولى فخرج لملتقاهم من كان تخلف بدمشق من الأمراء والجند ، والمقدم عليهم ، والمشار إليه فيهم الأمير جمال الدين أقوش الشمسي ، فلما وصلوا إلى مصلى العيد بقصر حجاج ، احتاط بالأمير عز الدين أيدمر الأمير جمال الدين الشمسي ، والأمراء الذين معه ، وأخذوه بينهم ، وفصلوه عن العسكر الذي حضروا معه ، ودخلوا به من باب الجابية ، وحملوه إلى الدار المعروفة بأستاذ دار الملك الناصر صلاح الدين يوسف ـ رحمهالله ـ بقرب مأذنة فيروز ، واستمروا عليه بها إلى آخر النهار ثم نقلوه إلى قلعة دمشق تحت الحوطة ، واعتقلوه بها ، وكان الملك السعيد لما خرج من قلعة دمشق متوجا إلى الديار المصرية ، سلمها إلى الأمير علم الدين سنجر الدواداري ، وجعله