الألفي ، وأقام الملك السعيد بدمشق في نفر يسير من الأمراء والخواص ، وكان في مدة غيبة العسكر يكثر التردد إلى الزيبقية ، من قرى المرج يقيم بها أياما ويعود.
وفي يوم الثلاثاء سادس وعشرين منه جلس الملك السعيد بدار العدل ، داخل باب النصر بدمشق ، وأسقط في المجلس المذكور عن أهل دمشق ما كان قرره والده الملك الظاهر عليهم في كل سنة قطيعة على البساتين بجميع الغوطة ، فسر الناس بذلك ، وتضاعفت أدعيتهم له ومحبتهم فيه ، لأن ذلك كان أجحف بأرباب الأموال والأملاك بحيث ود كثير منهم لو أخذ ملكه وأعفي من الطلب ، فبادر الملك السعيد ـ رحمهالله ـ إلى اغتنام هذه الحسبة ، وحاز أجرها وشكرها وبرد مضجع والده ، وتعفية أثرها ...
وفيها توفي : ......
آقسنقر بن عبد الله الأمير شمس الدين الفارقاني ، كان قديما مملوك الأمير نجم الدين أمير حاجب الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد بن خليل ـ رحمهالله ـ ثم انتقل بعد مدة إلى الملك الظاهر ، وتقدم عنده وجعله أستاذدار الكبير ، فإن الملك الظاهر كان له عدة أستاذدارية ، لكن لم يكن فيهم عنده أكبر من المذكور ، وكان أكثر الاعتماد عليه والوثوق به يستنيبه في غيبته ، ويقدمه على عساكره ، ولم يزل عنده في أعلى المراتب إلى أن توفي الملك الظاهر ، وهو على ذلك الحال ، ثم إن الملك السعيد ـ رحمهالله ـ بعد وفاة الأمير بدر الدين الخزندار ـ رحمهالله ـ جعله نائب السلطنة في سائر الممالك على ما كان عليه الخزندار ، فلم ترض حاشية الملك السعيد وخاصكيته ذلك ، فوثبوا عليه وأمسكوه واعتقلوه ، ولم يسع الملك السعيد إلا موافقتهم على قصدهم ، وكان مسكه في السنة الخالية كما تقدم شرحه ، فقيل إنه قتل عقيب مسكه ، وقيل إن وفاته تأخرت إلى هذه السنة ، وأنه مات حتف أنفه في مجلسه بقلعة الجبل من