المكانين عن تاريخ وفاة الواقف شمول الحوطة للتركة والأوقاف فحين تهيأ الإفراج عن المكانين فتحا.
وفي العشر الأوسط منه خرج الملك السعيد من الديار المصرية بجميع العساكر قاصدا دمشق ، وكان دخوله إلى قلعتها في خامس ذي الحجة ، وخرج أهل دمشق كافة إلا القليل لملتقاه ، وزينوا ظاهر البلد وباطنها وسروا بمقدمه سرورا عظيما ، وعمل عيد النحر بقلعة دمشق ، وصلى العيد بالميدان الأخضر.
وفي يوم الثلاثاء خامس ذي الحجة وقعت الحوطة على الصاحب تاج الدين محمد بن محمد بن علي بن محمد بن سليم ، بدمشق لورود البريد مخبرا بموت جده الصاحب بهاء الدين ، وكان تاج الدين وصل دمشق يوم الاثنين رابع ذي الحجة ، ونزل بدار بني الزكي بباب البريد ، وكانت وفاة جده ليلة الخميس سلخ ذي القعدة ، فقال :
بنينا وعلينا ورحنا كما ترى |
|
وأعمالنا مكتوبة سوف تعرض |
فيا معشر الناس الذين تمولوا |
|
بأموالنا بالله لله أقرضوا |
وفي يوم عرفة منه باشر الوزارة عن الملك السعيد بالديار المصرية الصاحب برهان الدين الخضر بن الحسن الزراري السنجاري ، بحكم وفاة الصاحب بهاء الدين ـ رحمهالله ـ بمقتضى تقليد سلطاني ورد عليه من دمشق ، ومولد برهان الدين في سنة أربع عشرة وست مائة في جبال بلد إربل ـ رحمهالله.
وفي الشهر المذكور قلد وزارة الشام الصاحب فتح الدين عبد الله ابن القيسراني ، وبسط يده وأمر القضاة وغيرهم بالركوب معه أول مباشرته.
وفي العشر الآخر من الشهر المذكور جهز الملك السعيد العساكر إلى بلاد سيس للنهب والإغارة ، ومقدمهم الأمير سيف الدين قلاوون