وحضر الأمير عز الدين أيدمر الظاهري نائب السلطنة هو والعلماء والأعيان ، وكان مدرس الشافعية الشيخ رشيد الدين عمر بن اسماعيل الفارقي ، ومدرس الحنفية صدر الدين سليمان الحنفي ، ولم تكن عمارة المدرسة تكملت إلى ذاك التاريخ.
وفي يوم الاثنين الرابع والعشرين من ربيع الأول كسر الخليج الكبير بالقاهرة ، وقد غلق ماء السلطنة على ما جرت به العادة ـ لله الحمد.
وفي يوم الخميس عاشر جمادى الأولى باشر الحكم بدمشق عوضا عن القاضي مجد الدين عبد الرحمن بن العديم ، رحمهالله تعالى ، قاضي القضاة صدر الدين رسلان ـ رحمهالله ـ بمقتضى تقليد سلطاني ورد عليه في ذلك النهار من الديار المصرية.
وفي عشية الاثنين تاسع وعشرين من شهر رمضان المعظم باشر الأحكام الشرعية بدمشق عوضا عن الشيخ صدر الدين سليمان بحكم وفاة قاضي القضاة حسام الدين أبي الفضائل الحسن بن القاضي تاج الدين أحمد بن القاضي جلال الدين الحسن بن أنوشروان الرازي الحنفي قاضي ملطية ، وما جاورها من بلاد الروم بمقتضى تقليد سلطاني سعيدي ورد عليه من الديار المصرية في هذا التاريخ ، وكان خروجه من بلاد الروم إلى دمشق في سنة خمس وسبعين عندما عاد الملك الظاهر من قيصرية بعد كسرة التتر على ألبلستين ، ومولده بأقصرا من بلاد الروم في ثالث عشر المحرم سنة إحدى وثلاثين وست مائة.
وفي العشر الأول من ذي القعدة تقدم قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان ـ رحمهالله ـ بفتح المدرسة التي أوقفها الأمير جمال الدين أقوش النجيبي ـ رحمهالله ـ جوار المدرسة النورية بدمشق ، وبفتح الخانكاة التي أوقفها بالشرف القبلي المطلة على الميدان الأخضر بما إليه من الولاية الخاصة والعامة ، وذكر الدرس بالمدرسة بنفسه مدة يسيرة ، ثم نزل عنها لولده كمال الدين موسى ، وكان سبب تأخر فتح