عظيمة تجاوز الحصر ومن الوراث اثنين وزوجة هي أم الملك السعيد وإخوته نجم الدين خضر وبدر الدين سلامش أولاد معتقة ـ رحمهالله تعالى ـ فلقد كان من حسنات الدهر ومحاسن الدولة الظاهرية ـ سقى الله عهد واقفها.
الحسن بن اسماعيل بن عبد الملك بن درباس أبو محمد ناصر الدين الهذباني المهراني ، مولده بالقاهرة سنة ثماني عشرة وست مائة ، وكان عنده فضيلة ومشاركة في الأدب والنظم ، وفيه مكارم أخلاق ، وحسن المحاضرة ، وجده صدر الدين عبد الملك قاضي قضاة الديار المصرية في أيام السلطان صلاح الدين ـ رحمهالله تعالى ـ مشهور. وكان مدرس مدرسة سيف الإسلام بالبندقانيين بالقاهرة ، وتوفي ليلة الاثنين ثامن شهر رجب ، ودفن من الغد بالقرافة الصغرى بتربتهم المعروفة بهم ـ رحمهالله تعالى.
خضر بن أبي بر بن موسى أبو العباس المهراني العدوي. كان يقول : إنه من قرية المحمدية من أعمال جزيرة ابن عمر ، وهو شيخ الملك الظاهر المشهور أمره ، وسبب معرفة الملك الظاهر به واعتقاده فيه أن الأمير سيف الدين قشتمر العجمي أخبره عنه قبل أن يتسلطن أنه قال : إن ركن الدين بيبرس البندقداري لا يمكن إلا أن يملك ، فلما ملك صار له فيه عقيدة عظيمة ، وقربه وأدناه ، وكان ينزل إلى زيارته في الأسبوع مرة أو مرتين أو ثلاثا على قدر ما يتفق ، لكنه لم يكن يغب زيارته والاجتماع به ويطلعه على غوامض أسراره ، ويستشيره في أموره ، ولا يخرج عن رأيه ، ويستصحبه في سائر أسفاره وغزواته ، وفي ذلك يقول الشريف شرف الدين محمد بن رضوان الناسخ :
ما الظاهر السلطان إلا مالك ال |
|
دنيا بذاك لنا الملاحم تخبر |
ولنا دليل واضح كالشمس في |
|
وسط السماء بكل عين تنظر |
لما رأينا الخضر يقدم جيشه |
|
أبدا علمنا أنه الاسكندر |