ورتب في أول ليلة من شهر رمضان المعظم بمصر والقاهرة وأعمالها مطابخ لأنواع الأطعمة ، وتفرق على الفقراء والمساكين.
وأما مهابته ومنزلته من القلوب أن يهوديا دفن بقلعة جعبر عند قصد التتر لها مصاغا وذهبا ، وهرب بأهله إلى الشام واستوطن حماة ، فلما نفد ما كان بيده كتب إلى صاحب حماة قصة يذكر أمر الدفين ، ويسأله أن يسير معه من يحفره ليأخذه ، ويدفع لبيت المال نصفه ، فلم يتمكن من إجابة سؤاله ، وطالع الملك الظاهر بذلك فورد عليه الجواب أن يوجهه مع رجلين لقضاء غرضه ، فلما توجهوا ووصلوا الفرات امتنع من كان معه من العبور فعبر هو وابنه ، فلما وصل أخذ في الحفر هو وابنه وإذا بطائفة من العرب على رأسه ، فسألوه عن حاله فأخبرهم ، فأرادوا قتله ، فأخرج لهم كتاب الملك الظاهر مطلقا إلى من عساه يقف عليه فكفوا عنه ، وساعدوه حتى استخلص ماله ثم توجهوا به إلى حماة وسلموه إلى الملك المنصور ، وأخذوا خطه أنهم سلموا اليهودي إليه سالما وما تبعه.
ومنها : أن جماعة من التجار خرجوا من بلاد العجم قاصدين أبواب الملك الظاهر ، فلما مروا بسيس منعهم صاحبها من العبور وكتب فيهم إلى أبغا ، فكتب إليه يأمره بالحوطة عليهم وإرسالهم إليه ، واتفق أن هرب مملوك إلى حلب ، واجتمع بالأمير نور الدين علي بن مجلي ، وأخبره بحالهم ، فكتب للملك الظاهر بذلك على البريد ، فعاد الجواب يأمره أن يكتب إلى صاحب سيس إن هو تعرض لهم في شيء يساوي درهما واحدا أخذتك عوضه ، فكتب إليه بذلك ، فأطلقهم وصانع أبغا بأموال جليلة.
ومنها : أن تواقيعه التي في أيدي التجار المترددين إلى بلاد القفجاق بإعفائهم من الصادر والوارد ، ويعمل بها حيث حلوا من مملكة بيت بركة ومنكوتمر ، وبلاد فارس وكرمان.
ومنها : أنه أعطى بعض التجار مالا ليشرى به مماليك ، وجواري من