ثلاثون ألف دينار مصرية ، فمات عنها ولم يدخل بها ، وكان الملك المظفر قطز ـ رحمهالله تعالى ـ قد احتاط على أملاك الملك السعيد بدمشق لما تملكها ، وبقيت تحت الحوطة.
فلما ملك الملك الظاهر رفعت قصة تذكر الحال وسألت حملها على الشرع ، وأن يفرج عن الأملاك لتباع في مبلغ صداقها ، فتقدم أن يثبت ما ادعته فثبت بشهادة كمال الدين ابن العديم ، ومحمد بن شداد ، ولم يكن بقي في الصداق غيرها فأفرج لها عن الأملاك فبيعت وقبضت ثمنها.
ومن حكمه أنه كان له ركابي وهو بدمشق يسمى مظفرا ، كان يأخذ الجعل من الأمراء الناصرية على نقل أخباره إليهم ، وتحقق ذلك منه ، وبقي معه إلى أن ملك واستمر به ، فدخل يوما إلى الركاب خانة ، فوجدها مختلة ، وفقد منها سروجا محلاة ، فالتفت إليه ، فقال له : نحسن في دمشق ونحسن في القاهرة ، متى عدت قربت الأسطبل شنقتك فقال : ياخوند إذا لم أقرب الأسطبل من أين آكل أنا وعيالي؟ فرق له ، وأمر أن يقطع في الحلقة بحيث لا يراه فأقطع ، وبقي إلى أن توفي السلطان.
وكان يفرق في كل سنة أربعة آلاف إردب حنطة في الفقراء ، والمساكين ، وأصحاب الزوايا وأرباب البيوت ، وكان موصفا عليه لأيتام الأجناد ما يقوم بهم على كثرتهم ، ووقف وقفا على تكفين أموات الغرباء بالقاهرة ومصر ، ووقفا يشتري به خبز ، ويفرق في فقراء المسلمين ، وأصلح قبر خالد رضياللهعنه بحمص ، ووقف وقفا على من هو راتب فيه من إمام ومؤذن وقيم ، وعلى من ينتابه من البلاد للزيارة ، ووقف على قبر أبي عبيدة ابن الجراح رضياللهعنه ، وقفا لتنويره وبسطه وإمامه ومؤذنه ، وأجرى على أهل الحرمين بالحجاز الشريف ، وأهل بدر وغيرهم ما كان قطع في أيام غيره من الملوك الذين تقدموه ، وكان يسفر ركب الحجاز كل سنة تارة عاما ، وتارة صحبة الكسوة ، ويخرج كل سنة جملة مستكثرة يستفك بها من حبسه القاضي من المقلين ،