مصر لملتقاه ، فأراد كبسهم ، فوجدهم على أهبة ، والتف عليه وعلى من معه عسكر مصر ، فلم ينج منهم إلا الملك الظاهر ، والأمير بدر الدين أيبك الخزندار ، وأسر سيف الدين بلبان الرشيدي.
وعاد الملك الظاهر إلى الكرك فتواترت عليه كتب المصريين يحرضونه على قصد الديار المصرية ، وجاءه جماعة كثيرة من عسكر الملك الناصر ، وخرج عسكر مصر مع الأمير سيف الدين قطز والأمير فارس الدين أقطاي المستعرب ، فلما وصل المغيث والظاهر إلى غزة انعزل إليهم من عسكر مصر عز الدين أيبك الرومي ، وسيف الدين بلبان الكافري ، وشمس الدين سنقر شاه العزيزي ، وعز الدين أيبك الجواشي ، وبدر الدين ابن خان بغدي ، وعز الدين أيبك الحموي ، وجمال الدين هارون القيمري ، واجتمعوا بالظاهر والمغيث بغزة ، فقويت شوكتهم وتوجها إلى الصالحية ، ولقوا عسكر مصر يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الآخر سنة ست وخمسين ، فاستظهر عسكرهما أولا ، ثم عادت الكسرة عليه ، فانكسر ، وهرب الملك المغيث ولحقه الملك الظاهر ، وأسر عز الدين أيبك الرومي ، وركن الدين منكورس الصيرفي ، وسيف الدين بلبان الكافري ، وعز الدين أيبك الحموي ، وبدر الدين بلغان الأشرفي ، وجمال الدين هارون القيمري ، وشمس الدين سنقر شاه العزيزي ، وعلاء الدين أيدغدي الاسكندراني ، وبدر الدين ابن خان بغدي ، وبدر الدين بيليك الخزندار الظاهري ، فضرب أعناقهم صبرا خلا الخزندار الجوكندار شفع فيه ، وخيره بين المقام والذهاب ، فاختار الذهاب إلى أستاذه فأطلق ، ثم إن المغيث حصل بينه وبين الملك الظاهر وحشة أوجبت مفارقته له وعوده إلى الملك الناصر ، بعد أن استحلفه على أن يقطعه خبز مائة فارس من جملتها قصبة نابلس وجينين وزرعين فأجاب إلى نابلس لا غير ، وكان قدومه على الملك الناصر في العشر الأول من شهر رجب سنة سبع وخمسين ومعه الجماعة الذين حلف لهم الملك