وأعاده إلى إمريته ، وتوفي بالقاهرة ليلة الأربعاء تاسع شعبان ، ودفن بتربته التي أنشأها بين القاهرة ومصر بالقبة المجاورة بحوض السبيل المعروف به ، وكان قد نيف على السبعين سنة ـ رحمهالله.
أيدمر بن عبد الله الأمير عز الدين العلائي ، كان نائب السلطنة بقلعة صفد ، وكان الملك الظاهر يحترمه ويثق به ، ويسكن إليه وإذا قلق من المقام بصفد لا يقبله ، فلما توفي الملك الظاهر ـ رحمهالله ـ في أول هذه السنة جرى بينه وبين النواب من صفد مقاولة أوجبت أنه طلب دستورا للحضور إلى الباب السلطاني لمصالح ينهيها شفاها ، ففسح له ، فتوجه إلى الديار المصرية وأقام بها مدة يسيرة ، وأدركته منيته هناك ليلة الأربعاء سابع عشر شهر رجب ، ودفن يوم الأربعاء بالقرافة الصغرى مع الفقراء ، وهو أخو الأمير علاء الدين أيدكين الصالحي العمادي وسيأتي ذكره ـ إن شاء الله تعالى.
بهادر الأمير شمس الدين المعروف بابن صاحب شميساط ، وكان هو صاحبها ، قدم مهاجرا إلى الملك الظاهر ـ رحمهالله ـ قبل وفاته بثلاث سنين فأكرمه وأمره وأقام في خدمته إلى أن أدركته منيته بالقاهرة ليلة الأحد العشرين من شعبان ، ودفن من الغد خارج باب النصر بتربته التي أنشأها وكان قد نيف على أربعين سنة ـ رحمهالله تعالى.
بيبرس بن عبد الله أبو الفتح ركن الدين السلطان الملك الظاهر الصالحي ، قال عز الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن إبراهيم بن شداد ـ رحمهالله ـ : أخبرني الأمير بدر الدين بيسري الشمسي ـ رحمهالله ـ أن مولد الملك الظاهر بأرض القبجاق سنة خمس وعشرين وست مائة تقريبا ، وسبب انتقاله من وطنه إلى البلاد أن التتار لما أزمعوا على قصد بلادهم سنة تسع وثلاثين وست مائة بلغهم ذلك كاتبوا أنر قان ملك أولاق أن يعبروا بحر سوداق إليه ليجيرهم من التتار ، فأجابهم إلى ذلك ، وأنزلهم واديا بين جبلين له فوهة إلى البحر ، وأخرى إلى البر ، وكان عبورهم إليه سنة أربعين وست مائة ، فلما اطمأن بهم