وفي ذي الحجة كتب تقليد قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان ـ رحمهالله ـ من الملك السعيد ـ رحمهالله ـ بقضاء دمشق وأعمالها من العريش إلى سلمية على ما كان عليه ، ثم حضر عند السلطان الملك السعيد لابسا الخلعة وقبل يده وشافهه الملك السعيد بالولاية ، وخرج في سابع وعشرين ذي الحجة متوجها إلى الشام المحروس ..
وفيها توفي ...
أقوش بن عبد الله ، الأمير جمال الدين المحمدي الصالحي النجمي ، كان من أعيان الأمراء وأكابرهم ، وذوي الحرمة الوافرة منهم ، وكان الملك الظاهر حبسه لأمر نقمه عليه ، وبقي في الاعتقال مدة ثم أفرج عنه وأعاده إلى مكانته ، وكان عديم الشر ، وتوفي بالقاهرة ليلة الخميس ثالث ربيع الأول ، ودفن من الغد بتربته بالقرافة الصغرى ، وقد ناهز سبعين سنة من العمر ، وهو أول من قدم دمشق بعد كسرة التتار بعين جالوت في سنة ثمان وخمسين ، وهو الذي كان الملك الظاهر أرسله إلى الأمير علم الدين سنجر الحلبي لما استولى على دمشق عندما تملك الملك الظاهر الديار المصرية ـ رحمهالله تعالى.
أيبك بن عبد الله الأمير عز الدين الموصلي الظاهري ، كان نائب السلطنة بحمص ، ثم نقله الملك الظاهر إلى حصن الأكراد وما جمع إليه ، وجعله نائب السلطنة هناك ، وكان له نهضة وكفاية وصرامة وذكاء ومعرفة ، وكان عنده تشيع ، قتل بحصن الأكراد في داره بالربض غيلة في ليلة الأربعاء سابع عشر شهر رجب ـ رحمهالله ـ واختلف في سبب قتله ، فقيل : إن السلطان جهز عليه من قتله ، وقيل : قفز عليه بعض الاسماعيلية ، وقيل غير ذلك ، وطل دمه وهو في عشر الخمسين لم يستكملها.
أيبك بن عبد الله الأمير عز الدين الدمياطي الصالحي النجمي ، أحد الأمراء الأكابر المقدمين على الجيوش ، قديم الهجرة بينهم في علو المنزلة وسمو المكانة ، وكان الملك الظاهر حبسه مدة زمانية ثم أفرج عنه