وقاتل راجلا ، لم يكن في وقته من يضاهيه في الرجلة ، والشجاعة ، وكرم الطباع ، وقوة النفس والصبر على المكاره.
السنة السادسة والسبعون وست مائة
دخلت هذه السنة يوم الجمعة والخليفة والملوك على القاعدة في السنة الخالية خلا صاحب تونس فإنه توفي ، وقد ذكرناه ، وولى بعده ولده أبو زكريا يحيى.
متجددات الأحوال
في يوم الخميس سابع المحرم دخل الملك الظاهر دمشق بعساكره ، ونزل بالجوسق المعروف بالقصر الأبلق جوار الميدان الأخضر ، وتواترت عليه الأخبار بوصول أبغا إلى مكان الوقعة فجمع الأمراء ، وضرب مشورة فوقع الاتفاق على الخروج من دمشق بالعساكر وبلقائه حيث كان ، فتقدم بضرب الدهليز على القصير ، وأثناء هذا العزم وصل رجل من التركمان وأخبر أن أبغا عاد إلى بلاده هاربا خائفا ، ثم وصل الأمير سابق الدين بيسري أمير مجلس الملك الناصر ، وأخبر بمثل ذلك فتقدم الملك الظاهر برد الدهليز.
وفي يوم الجمعة منتصف شهر المحرم ابتدأ المرض بالملك الظاهر ، وتوفي وسنذكره ـ إن شاء الله تعالى.
وفي سادس عشر صفر وصل إلى القاهرة رسول من جهة ألفنش من بلاد المغرب إلى الملك الظاهر ، ومعه تقدمة من بلاد المغرب حسنة وشق بها القاهرة.
وفي يوم الخميس سادس عشر منه وصل إلى القاهرة جميع العساكر من الشام ، ومقدمهم الأمير بدر الدين الخزندار ، وهم يخفون موت الملك الظاهر في الصورة الظاهرة ، وفي صدر الموكب مكان يسير