المسلمين ، واجتماع الكلمة عليهم ، فتقدم البرواناة بقتله مخاطرا ، فقتل في الخامس والعشرين من شهر رمضان المعظم (٦٧٥ ه) وكان قتله حسنة للبرواناة ، وفعلة جميلة.
نوفل الزبيدي الملقب ناصر الدين ، أحد أمراء العرب المشهورين بالشام ، وهو الذي أخذ الملك الناصر صلاح الدين يوسف ـ رحمهالله تعالى ـ يوم المصاف مع المصريين في سنة ثمان وأربعين وستمائة ، ونجا به إلى دمشق فعرف له ذلك ، وكان يتولى التحجب للعرب ، ولم يزل وجيها في الدول ، وله حرمة ومكانة إلى حين وفاته ، وصلى عليه يوم السبت ثالث عشرين شعبان ، وقد نيف على ستين سنة ـ رحمهالله تعالى ...
الأمير عز الدين إيغان الركني المعروف بسم الموت ، كان من أعيان الأمراء وأكابرهم ومقدميهم وشجعانهم ، وله المكانة العظيمة والحرمة الوافرة والكلمة النافذة في الدولة الظاهرية ، يندبه في المهمات ويعتمد عليه من تقدمة العساكر وقود الجيوش إلى أن نقم عليه ، فحبسه مضيقا عليه ، وبقي في السجن مدة إلى أن أدركته منيته في محبسه بقلعة الجبل ظاهر القاهرة ، فتوفي إلى رحمة الله تعالى ، وسلم إلى أهله ميتا يوم الخميس ثامن عشر جمادى الآخرة ، فغسل وكفن وصلي عليه ، ودفن من يومه بمقابر باب النصر ظاهر القاهرة ، وهو في عشر الخمسين ، وكان من أبطال المسلمين ومشاهير فرسانهم ـ رحمهالله تعالى ...
محمد بن أبي الحسن بن البعلبكي ، ليث الدولة مقدم بعلبك ، كان رجلا شجاعا مقداما خبيرا بالحروب وتقدمة الرجال صبورا فيها ، صادق اللهجة كثير الصوم ، كان صومه أكثر من فطره ، عنده ديانة وتعبد وتشيع ، توفي ببعلبك ليلة الأربعاء مستهل صفر ، ودفن يوم الأربعاء ظاهر باب حمص من مدينة بعلبك ، وهو في عشر الثمانين ـ رحمهالله ـ وكان أمير عشرين فارسا ، وإذا حضر في حرب ترجل