بها أمين الدين ميخايل ، فقصد من معه داره ودار غيره من الأمراء والأسواق والخانات ، فنهبوها ثم أنهم ظفروا بأمين الدين ، فأخرجوه ظاهر البلد وعذبوه إلى أن استأصلوا ماله ، ثم قتلوه وعلقوا رأسه داخل البلد ، ولما لم يسلم أهل البلد القلعة رتب أن يلقى رجلا شابا عنوة في الطريق ، فإذا رآه رمى نفسه عليه وقبل رجليه ، فإذا قال له الشاب : من أين تعرفني؟ يقول له : ما أنت علاء الدين كيخسرو بن السلطان عز الدين كيقباذ ، أنسيت تربيتي وحملي لك على كتفي ، وليكن ذلك بمشهد من القلعة؟ فلما فعل ذلك ازدحم العامة عليهما ، وإذا الجماعة من التركمان كانوا رتب معهم أنهم إذا رأوا العامة قد أحدقوا به يأخذونه من بين أيديهم ويحملونه إلى شمس الدين ، فلما فعلوا ذلك أقبل عليه وضمه إليه وعقد له لواء السلطنة ، وحمل السناجق على رأسه ، وذلك في رابع عشر ذي الحجة.
فحملت أهل قونية المحبة في آل سلجوق على المتابعة ، ثم نازلوا القلعة فامتنع من فيها من تسليمها ، فحاصروها حتى تقرر بينهم الصلح على تسليمها ، ويعطي من فيها سبعون ألف درهم فدخلوها وأجلسوا علاء الدين على التخت.
ثم بلغ شمس الدين بن قرمان والتركمان أن تاج الدين محمد ونصرة الدين محمود ابني الصاحب فخر الدين خواجا علي أن قد حشدا وقصداهم فساروا إليهما وعلاء الدين معه فالتقى بهما على آق شهر فكسرهما وقتلهما ، وقتل خواجا سعد الدين يونس ابن المستوفي صاحب أنطاكية ، وهو خال البرواناة ، وقتلوا جلال الدين خسرو بك بن شمس الدين بوتاش بكلاربكي ، وأخذوا رؤوسهم وعادوا إلى قونية في آخر ذي الحجة ، واستمروا بها إلى أن دخلت سنة سبع وسبعين ، فبلغهم أن أبغا وصل إلى مكان الوقعة ، فرحلوا عن قونية وطلبوا الجبال ، وكان مقامهم بقونية سبعة وثلاثون يوما.