وقتل من بها من الأرمن ، وسبى حريمهم لأنهم كانوا أخفوا جماعة من المغل لما اجتاز السلطان عليهم ، ثم رحل وأعمل السير في جبال وأودية ، وخوض أنهار حتى نزول ليلة السبت السادس والعشرين منه عند قرا حصار قريبا من بازار ، وهو السوق الذي يجتمع إليه الناس من سائر الأقطار ، ثم رحل يوم السبت فعبر بالمعركة ، فرأى القتلى فسأل عن عدتهم فأخبر أن المغل خاصة ستة آلاف وسبع مائة وسبعون نفسا ، فلما بلغ إلى دربند بعث الخزائن والدهليز والسناجق صحبة الأمير بدر الدين الخزندار ليعبر بها الدربند ، وأقام في ساقة العسكر بقية اليوم ويوم الأحد ، ورحل يوم الاثنين فدخل الدربند ، وأقام في ساقة العسكر بقية اليوم ، ولما خلص منه عبر النهر الأزرق ، ثم رحل فنزل قريبا من كينوك ، ثم رحل وأعمل السير حتى نزل يوم الثلاثاء سادس ذي الحجة قريبا من حارم فوردت عليه قصاد الأمير شمس الدين محمد بن قرمان ، ولما نزل حارم ركب وارتاد منزلة يرتضيها وعيد هناك ، ووافاه جماعة من أمراء التركمان المقيمين بالروم ، ومعهم خلق كثير ، فخلع عليهم ورحل إلى دمشق ، فوصلها في سابع المحرم سنة سبع وسبعين.
ذكر ما اعتمد عليه الأمير شمس الدين محمد بك بن قرمان
قد ذكرنا أنه انحاز معه إلى السواحل منابذا لما خلع شرف الدين بن الخطير طاعة التتر ، فلما بلغه كسرة الملك الظاهر للمغل في عاشر ذي القعدة حشد وجمع وقصد أقصرا ، فلم ينل منها طائلا ، فرحل عنها وقصد قونية في ثلاثة آلاف فارس ونازلها ، فغلق أهلها أبوابها في وجهه ، فرفع على رأسه سناجق الملك الظاهر التي سيرها مع أخيه علي بك من قيصرية ، وبعث إليهم يعرفهم أن الملك الظاهر كسر التتر ، ودخل قيصرية وملكها ، وخطب له فيها ، وضربت الدراهم باسمه وأنه من قبله ، فلم يركنوا إلى قوله ، فأحرق باب الفاخراني ، وباب سوق الخيل ، ودخل قونية يوم عرفة الظهر وهو يوم الخميس ، وكان النائب