بالقاهرة ، دخل على الملك الظاهر في ثوب غيار ، فسأله عن سبب ذلك فذكر له أن أخاه قتل ، وكان سبب قتله أنه شهد عليه بمتابعة السلطان ومنابذة أبغا : سيف الدين طرنطاي ، ومجد الدين الأتابك ، وجلال الدين المستوفي وأصحابهم ، وأمر الملك الظاهر بالقبض على سنان الدين موسى بن طرنطاي ونظام الدين يوسف أخي مجد الدين الأتابك ، والحاجي جلال الدين المستوفي ، وحبسهم في برج من قلعة الجبل ، وحبس أتباعهم في خزانة البنود ، وذلك يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الأولى ، ولم يزالوا محبوسين إلى شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين ، فافرج عنهم الملك السعيد.
وفي تاسع ربيع الآخر كانت وقعة بين نجم الدين أبي نمي أمير مكة ، وبين عز الدين جماز أمير المدينة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، وسببها أن ادريس بن حسن بن قتادة صاحب الينبع اتفق هو وجماز وقصدا أبا نمي ، فخرج إليهما والتقى بهما على مر الظهران ، فكسرهما واسر ادريس وهرب جماز ، فالتحق بالمدينة ، وكان مع أبي نمي مائتا فارس وثمانون راجلا ، ومع ادريس وجماز مائتان وخمس عشرة فارسا وست مائة راجل.
ذكر عرس الملك السعيد
لما عاد الملك الظاهر من الشام ودخل القاهرة يوم الاثنين ثالث ربيع الآخر أمر بالاهتمام بعرس ولده ، فلما كان يوم الخميس خامس جمادى الأولى أمر العسكر بالركوب إلى الميدان الأسود تحت القلعة ، في أحسن زي ، وأقاموا يركبون كل يوم كذلك ، ويتراكضون في الميدان خمسة أيام ، وفي اليوم السادس أفرق الجيش فرقتان ، وحملت كل فرقة على الأخرى ، وجرى من اللعب والزينة ما لا يوصف ، وفي اليوم السابع خلع الملك الظاهر على سائر الأمراء ، والوزراء ، والقضاة والكتاب وخواص الحاشية مقدار ألف وثلاثمائة خلعة ، وبعث إلى دمشق الخلع ففرقت كذلك ، ثم في