الخطير أمرنا بذلك ، وخفنا إن لم نجبه فعل بنا كما فعل بتاج الدين ، فأحضروا شرف الدين وسألوه ، فقال للبرواناة : أنت حرضتني على ذلك ، وذكر له المكاتبات التي كاتب بها المظفر ، واتفاقه معه إلى التاريخ الذي عزم شرف الدين على قصد الملك الظاهر فيه ، فأنكر ما ادعاه عليه ، فكتبوا ما قاله شرف الدين ، وانكار البرواناة ، ثم سألوا شرف الدين عن الأمير سيف الدين طرنطاي ، ومجد الدين الجتابك ـ ختن البرواناة ـ هل كانوا موافقين بذلك؟ فأنكر وقال : أنا كلفتهم ، وألزمتهم بإرسال الرسل إلى الملك الظاهر فأمر تتاوون بضربه بالسياط ليقر بمن كان معه ، فأقر على نور الدين جيجا ، وسيف الدين بن قلاوون ، وعلم الدين سنجر الجمدار وغيرهم ، فلما تحقق البرواناة أنه يقتل بإقرار شرف الدين عليه بعث إليه يقول له : متى قتلوني لم يبقوك بعدي ، فاعمل على خلاص نفسك وخلاصي بحيث متى حضرت مرة ثانية وضربت وسئلت عن الحال ، فارجع عما قلت واعتذر بأن اعترافك كان من ألم الضرب ، ففعل ما أمره البرواناة وطولع أبغا بصورة الحال ، ثم رسم أن يضرب كل يوم مائة سوط إلى أن يعود عن الجواب ، فعاد عن الجواب ، فأمر بقتله في آخر ربيع الآخر ، فقتل وبعث برأسه إلى قونية ، وإحدى يديه إلى انكورية ، والأخرى إلى أرزنجان ، وفرقوا أعضاءه في سائر بلاد الروم ، وقتل معه سيف الدين بن قلاوون ، وعلم الدين سنجر الجمدار ، وشرف الدين محمد قاتل شمس الدين الأصبهاني ، نائب الروم ، وجماعة كثيرة من التركمان ، وأثبتوا دينا على طرنطاي ففدى نفسه بمائتي فرس ، وأربع مائة ألف درهم ، وعلى أن يقيم بألف من المغل في زمن الشتاء ، وصانع جماعة من أمراء المغل حتى أبقوا عليه نفسه ، ثم خرج البرواناة إلى البلاد فطافها بعسكره ، وقتل من وجد في ضواحيها من المفسدين.
ولما اتصل خبر شرف الدين ابن الخطير بأخيه ضياء الدين وهو