تسلم وتشهد أن جد هذا السيد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأبى ذلك ، وبقي أياما على ما به من الصرع ، وزاد به حتى أجاب إلى الاسلام ، فأتى المشهد وأسلم ، وتناول شيئا من ترابه فبرىء ، ولم يعتاده بعد ، وحسن اسلامه ، وأسلمت جماعات كثيرة من التتر ، ونصارى البلاد بسبب ذلك.
قال عز الدين محمد ابن استاذداره رحمهالله : هذا حكاه لي ناصر الدين محمود بن عشائر بن حسين بن عبيد ، يعرف بابن الليالي الموصلي ، والعهدة عليه فيما حكاه.
وفيها توفي :
إبراهيم بن عبد الرحيم بن علي بن اسحق بن علي بن شيث ، أبو اسحق كمال الدين القرشي الأموي ، كانت وفاته آخر نهار الخميس رابع عشر صفر بالقرب من حلبا من بلاد الساحل ، ونقل إلى ظاهر بعلبك ، فدفن بتربة سيدنا الشيخ عبد الله اليونيني ، رحمة الله عليه ، وقد نيف على الستين ، وكان من أعيان الناس وأماثلهم ، خدم الملك الناصر صلاح الدين داود ابن الملك المعظم ، وهو من أجل أصحابه وأخصهم به ، وترسل عنه ، ثم اتصل بخدمة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد رحمهالله ، فأعطاه خبزا جيدا ، وقربه وأدناه ، واعتمد عليه في مهماته.
وفي الأيام الظاهرية ولي الرحبة وبلادها عقيب موت الملك الأشرف صاحب حمص مدة يسيرة ، ثم نقل منها إلى بعلبك فولي مدينتها وقلعتها ، وبقي بها مدة سنين ، وطلبه الملك الظاهر منها مع استمراره على ولايته فاستناب ، وتوجه إليه فسيره رسولا إلى عكا ، وكان عنده خبرة تامة بالدعاوي على الفرنج ومواصفاتهم ، وتفاصيل أحوالهم ، فكان يندب في المهمات المتعلقة بهم ويستشار بهم في ذلك ، وحرمته وافرة في الدولة ، ومكانته مكينة ، وسيرته حسنة ، وعنده مكارم وحسن عشرة.