أن يقيم عنده ، وقتل من أصحابه سبعة أنفس ، وأنهى مرحسيا إلى أبغا أن البرواناة أقطع سيف الدين أرزنجان لكي لا أسكنها ، وأني إن اقتطعتها حملت كل سنة خمس مائة فرس عليها خمس مائة فارس نجدة ، فقال له تقونوين : أنت تلبس البرنس ولا يليق الاقطاع إلّا لمن يلبس السراقوج ، وإن كنت ترغب في الاقطاع فاخلع البرنس.
وقال للبرواناة : هذا يضيع كل سنة أموال الروم شيئا كثيرا لأنه يحمي من الفلاحين خلقا يلبسهم البرانس ، فلا يؤدون الخراج ولا الجزية ، فأمر أبغا أن لا يحمي أحد في سائر البلاد لمرحسيا إلا في أرزنجان لا غير ، لكونه ساكنا بها ، ثم عاد إلى الروم في ربيع الآخر ، ولما عاد البرواناة وتقونوين ومن معهما إلى بلاد الروم ، ورد عليهم أمر أبغا بخروجهم ونزولهم على قلعة البيرة ، فرحلوا قاصدين البيرة فنزلوا عليها يوم الخميس ثامن جمادى الآخرة وعدتهم ثلاثون ألفا ، منهم خمسة عشر ألفا من المغل مقدمهم تابشي ، وأقتاي نوين ، ومقدم عسكر الروم البرواناة ، ومقدم عسكر ماردين وميافارقين شرف الدين عبد الله اللاوي ، ومعهم من عساكر الموصل وشهرزور والعراق طوائف ، فوصلوا إليها ونصبوا ثلاثة وعشرين منجنيقا أفرنجيا والرامي به مسلم ونصبوا من القلعة عليه منجنيقا فلم يصبه حجره ، وكان يقع زائدا عنه فقال له الرامي المسلم : لو قطع الله من ساعدك ذراعا كان أهل البيرة يشكرون منك لقلة معرفتك ، ففهم إشارته وقطع ذراعا من ساعد المنجنيق ، ورمى به فأصاب المنجنيق فكسره ، وخرج أهل البيرة في الليل وكبسوا العسكر فقتلوا الكثير ، ونهبوا وأحرقوا المنجنيقات وعادوا.
وكان البرواناة لما نزل على البيرة بعث أربعمائة فارس يتجسسون أخبار الملك الظاهر ليقتلهم ، ويعمل السير إلى البيرة ، فإذا سمع بقدومه كبس عسكر المغل بمن معه من عسكر الروم ، وتوجه إلى الملك الظاهر ، فلما عبرت الأربعمائة الفرات إلى الشام ، وجدوا ثلاثة قصاد وكتب معهم من