تلك الصناديق ، فخرجوا والقتال يعمل ، فقاتلوا ولا زالوا حتى أحضروا صندوقا ، فلما فتحه وجد فيه ذهبا ، ودراهم وحوائص وأشياء فاخرة وما هوله ، فقال له غلمانه : أنت محتاج خذ منه شيئا ولو على سبيل القرض ، فأبى ولا زال ينبشه حتى وجد فيه شطفة رنك بعض الأمراء ، فسير إليه عرفه فحضر وتسلمه ، وكان ولي حران في الأيام الناصرية ، وأمير جندار الملك العزيز بن الملك الناصر ، وتوجه معه إلى هولاكو ، وبعد أخذه قلعة حلب جعله هولاكو أمير شكار ، وسلم إليه الجوارح وغيرها ، وكان عنده محترما [بدون] خلاف ، وكان الملك الظاهر يحترمه ويثني عليه ، ويصفه بالعفة ، والأمانة والحشمة ـ رحمهالله تعالى ، وخلف أولادا منهم الأمير علاء الدين أحمد أخذ خبزه وولي بعده مكانه ، وسيأتي ذكره ان شاء الله تعالى.
أحمد بن موسى بن يغمور بن جلدك ، أبو العباس ، الأمير شهاب الدين بن الأمير جمال الدين ، كان معروفا بالشهامة والصرامة ، ولاه الملك الظاهر ـ رحمهالله تعالى ـ المحلة وأعمالها من الغربية ، فهذبها ومهد قواعدها ، وأباد من بها من المفسدين والذعار ، وقطع من الأيدي والأرجل ما لا يحصى كثرة ، وشنق ، ووسط وأباد بحيث أفرط في ذلك ، فخافه البرىء والسقيم وتمكنت مهابته في صدور أهل عمله ومن جاورهم ، توفي بالمحلة في رابع عشرين جمادى الأولى ، وحمل إلى القرافة ، فدفن بتربتهم في الثامن والعشرين منه ، وكان عنده كرم ، ورياسة وحشمة ، وسعة صدر وبر بمن يقصده ، وله نظم وعنده إلمام بالفضيلة ـ رحمهالله ـ وتجاوز عنه ...
بيمند بن بيمند بن بيمند متملك طرابلس توفي بها في العشر الأول من شهر رمضان المعظم ، ودفن في كنيستها ، وتملك ولده بعده كان حسن الشكل مليح الصورة ، رأيته ببعلبك في سنة ثمان وخمسين وست مائة ، وقد حضر إلى خدمة كتبغانوين ، وصعد إلى قلعة بعلبك ، ودارها وحدثته نفسه