بجسر الحديد إلى أن انقضى شوال وذو القعدة ، ورحل في العشر الأول من ذي الحجة ، فدخل دمشق يوم الثلاثاء خامسه ، وأقام بدمشق إلى أن دخلت سنة أربع وسبعين.
اعجوبة : في السابع والعشرين من شعبان وقع رمل بمدينة الموصل ظهر من القبلة وانتشر يمينا وشمالا حتى ملأ الأفق ، وعميت الطرق ، فخرج العالم إلى ظاهر البلد بتلعها وبمشهد يحيى بن قاسم ، ولم يزالوا يبتهلون إلى الله تعالى بالدعاء إلى أن كشف الله ذلك عنهم.
وفي هذه السنة بعث أبغا إلى الروم تقونوين عوضا عن أجاي ومعه أربعين رجلا من خواصه ، وأمره أن يكتب جميع أموال الروم ويضبطها ، ولا يحكم البرواناة ولا غيره من أمراء الروم إلا بحضوره ، ولا يصدرون إلا عن رأيه ، فلما حضر مجلسه جميع أمراء الروم ، وقدموا له الهدايا والتحف خصوصا البرواناة ، وطاف تقونوين جميع بلاد الروم وحصل منها أموالا جسيمة ، وحملها إلى أبغا ، ولما رأى البرواناة تمكن تقونوين ذل له واستكان وبذل له الطاعة ...
وفيها توفي :
إبراهيم بن شروة بن علي بن مرزبان بن كلول جكو أبو اسحاق ، الأمير سيف الدين الزهيري الجاكي ، توفي ببعلبك قبل طلوع الشمس من يوم الخميس رابع عشرين شهر رجب ، ودفن من يومه بظاهر باب حمص من مدينة بعلبك ، وقد نيف على السبعين سنة من العمر ـ رحمهالله تعالى ـ وكان من الأمانة والحشمة ، وشرف النفس ، وصدق اللهجة على طريقة لا يدانيه فيها غيره ، حكى لي غانم بن العشيرة أنه كان متولي حلب عند قصد التتار لها ، ولما هجمت المدينة صعد إلى القلعة وأحضر غلمانه صناديق من داره رموها في خندق القلعة لضيق الوقت عن ادخالها إلى القلعة وكذلك غيره ، ثم سير غلمانه ليحضروا له شيئا من