ذكر هرب عمرو بن مخلول من آل فضل
كان الملك الظاهر قد حبسه ، وحامدا قريبه في برج من أبراج قلعة عجلون ، فحفرا حفيرة قريبة من السور وأداما فيها وقيد النار حتى تكلس حجر السور ، فنقباه وخرجا منه ، وكانا قد أعد لهما خيلا فهربا عليها ، وقصدا التتر ، ثم ندما فكتبا إلى الملك الظاهر يستعطفانه ، فحلف أنه لا يرضى عنهما حتى يعودا بأنفسهما إلى قلعة عجلون ، ويجعلا القيود بأرجلهما ، ففعلا ذلك ، فعفا عنهما.
ذكر عزل الصاحب خواجا فخر الدين وزير الروم
وسبب ذلك أن معين الدين البرواناة بلغه أن فخر الدين سيّر كتابا إلى السلطان عز الدين كيكاوس ـ وهو نازل بصوادق ـ وذهبا ، فسير : أحضر الوزير إلى مجلس أجاي ، وصمغرا ووجوه الدولة ، وذلك في شهر رمضان من هذه السنة ، وقال له : أنت سيرت ذهبا إلى السلطان عز الدين وكاتبته؟ قال : نعم! بالأمس كان عز الدين سلطاننا ، وصاحب البلاد ، وهو الذي أنشأك وأنشأني ، والآن فقد كتب إلي كتابا يشكو ضرره ، وأنا أقل مملوكا له ، فلا أقل من مراعاة بعض نعمتهم بالقدر اليسير الذي سيرته له ، هذا ما اعتمدته ولم اعتمد غيره مما يوجب الإنكار علي ، فقبض عليه وعلى ولده تاج الدين محمد واعتقلهما في قلعة يقال لها عمان جق ، واحتاط على موجوده وأملاكه وكانت عظيمة جدا ، والذي قبض عليه ضياء الدين بن الخطير في داره وحمله إلى البرواناة ، وأما ولده الصغير نصير الدين محمود فإنه نجا بنفسه وقصد أبغا ، وصار من خواصه ، وولى البرواناة مكان فخر الدين مجد الدين الحسين ختنه ، وأما نصير الدين فأحسن التوصل واستنجز يغلغا بالإفراج عن أبيه فخر الدين ، وعن أملاكه والوقوف التي عليه ، والتي وقفها لوجوه البر فأفرج عنه ، وأقام ملازما بيت ولده بغير خبز.