وفيها توفي :
عباس بن محمد بن أيوب بن شاذي ، أبو الفضل الملك الأمجد تقي الدين ، ابن الملك العادل الكبير ، كان محترما عند الملوك من أهل بيته ، وعند الملك الظاهر لا يترفع عليه أحد في المجلس ، ولا في الموكب ، وهو آخر من مات من أولاد الملك العادل لصلبه ، وهو كبير البيت الأيوبي غير مدافع ، وكان دمث الأخلاق حسن العشرة لا تمل مجالسته ، وكانت وفاته يوم الجمعة ثاني وعشرين جمادى الآخرة ، ودفن بسفح جبل قاسيون رحمهالله ...
السنة السبعون وستمائة
دخلت هذده السنة والخليفة والملوك على القاعدة المستقرة ، والملك الظاهر بقلعة الجبل بالقاهرة.
متجددات هذه السنة
في يوم الاحد رابع عشر المحرم ركب الملك الظاهر إلى الصناعة لإلقاء الشواني في البحر ، وركب في شيني منها ، ومعه الأمير بدر الدين الخازندار فلما صار الشيني في الماء مال بمن فيه ، فوقع الخازندار منه إلى البحر فنهض بعض رجال الشيني ورمى نفسه خلفه فأدركه ، وأخذ بشعره وخلصه وقد كاد يغرق فخلع عليه وأحسن إليه.
وفي ليلة السبت السابع والعشرين منه خرج الملك الظاهر إلى الشام في نفر يسير من خواصه وأمرائه ، ودخل حصن الكرك ثم خرج منه ، وقد أخذ معه الأمير عز الدين أيدمر النائب كان فيه ، وسار إلى دمشق ، فوصلها يوم الجمعة ثاني عشر صفر ، فعزل عنها الأمير جمال الدين آقوش النجمي ، وولى مكانه الأمير عز الدين أيدمر ، ثم خرج منها إلى حماة في السادس عشر منه ثم عاد منها في السادس والعشرين منه.