الوصف عنه ، وكانت وفاته بقلعة دمشق في يوم الخميس سابع شعبان ، ودفن بتربته بسفح قاسيون جوار مسجد الأمير جمال الدين موسى بن يغمور ، رحمهالله وقد نيف على الستين من العمر رحمهالله.
الحسن بن علي بن أبي نصر ابن النحاس ، أبو البركات شهاب الدين الحلبي ، والمعروف بابن عمرون ، منسوب إلى جهة الأم ، التاجر المشهور ، وكانت له نعمة ضخمة ، ومتاجر كثيرة ، وأموال عظيمة ، وحرمته وافرة ومكانته عند الملك الناصر صلاح الدين يوسف ، وسلفه وأكابر أمراء الدولة عظيمة ومنزلته لديهم رفيعة ، ولما ملك الملك الناصر دمشق ، كان المذكور إذا قدم عليه بالغ في إكرامه وتلقيه وإقامة حرمته ، وإنزاله في أجل الأماكن ، وترتيب الإقامة له مدة مقامه ، وسائر أرباب الدولة يعاملونه بما يناسب ذلك ، ولما استولى التتار على حلب سنة ثمان وخمسين لم يتعرضوا لداره وما يجاورها من الدرب جملة كافية ، كأنه ضمن لهم مبلغا كبيرا على أن يحموها من النهب ففعلوا وآوى إليها وإلى دربه من أهل حلب وغيرهم ، ومن الأموال ما لا يحصى كثرة ، فشملت السلامة لذلك جميعه ، وقام لهم بما كان التزمه من صلب ماله ولم يستعن على ذلك بما لأحد ممن آوى إليه ، فكانت هذه مكرمة له ، وتمزق معظم أمواله وخربت أملاكه وبقي معه اليسير بالنسبة إلى أصل ماله ، فتوجه به إلى الديار المصرية في أوائل الدولة الظاهرية ، فلزمه مغرم عظيم للسلطان اتى على قطعة وافرة مما تبقى معه ، واستوطن ثغر الاسكندرية إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى بالاسكندرية في يوم الجمعة ثالث وعشرين شعبان ، ودفن هناك رحمهالله ، وقد نيف على الثمانين سنة بقريب ثلاث سنين ، وكان عنده رياسة وسعة صدر ، وكرم طباع ، يسمح ما تشح أنفس التجار ببعضه إطلاقا وقرضا ، وأكابر الحلبيين يعرفون رئاسته وتقدمه لا ينكرون ذلك ، وأبو نصر المذكور هو فيما أظن محمد ابن الحسين بن علي ابن النحاس الحلبي كاتب تاج الملوك محمود بن