الخلف عليه ، وكانوا ثلاثة آلاف فارس ، وبعثوا إلى أبغا يعرفونه فجمع أكابر دولته واستشارهم ، فأشاروا بارسال عسكر يقفوا أثره ، فبعث أباطى ومعه ثلاثة آلاف فارس ، واستدعى البرواناة ، وصمغرا ، ومن معهما من العساكر ، فلما حضروا أردف بهم أباطى ، فلحقوه فكانت عدتهم ثلاثين ألفا ، ودخلوا بلاد باباسركيس ملك الكرج ، وعضدهم بألفي فارس ، فلما التقى الجمعان كانت الكسرة على باكودر ، ونجا بنفسه في ثلاثمائة فارس ، وانحاز باقي عسكره إلى عسكر أبغا ، وأخذ باكودر نحو جبال الكرج ، وكان بها نبات مسموم فرعته دوابه فهلكت ، فلم يبق معه غير أربعة عشر فرسا فقصد ابغا مستسلما فعفا عنه ، ثم قصد أبغا بلاد باباسركيس ، واستولى منها على قلاع كان قد تغلب عليها الكرج ، وأخذوها من الملك الأشرف بن العادل رحمهالله وهي موكري ، وقلعة مامرون ، وقلعة أولبي ، وكان بها بعض الكرج وطائفة من المسلمين فجلا الكرج عنها ، وأبقى المسلمين ، وعاد عسكر أبغا إلى أردوه ، وصمغرا والبرواناة إلى بلادهم ، ولما بلغ برق ما جرى على ابن عمه باكودر جمع وحشد وقصد تيشين أخا أبغا ، فكسره واستأصل رجاله ، ونهب حريمه فبعث تيشين إلى أخيه يستصرخه ويحرضه ، فعزم على قصده وبعث إلى أطراف بلاده لطلب عساكره ، وسيأتي ذكره في سنة ثمان وستين إن شاء الله تعالى.
وفيها توفي :
أيدمر بن عبد الله الأمير عز الدين الحلي الصالحي النجمي ، كان من أكابر أمراء الدولة وأعظمهم محلا عند الملك الظاهر ، وكان نائب السلطنة عنه بالديار المصرية في حال غيبته عنها لوثوقه به واعتماده عليه ، وسكونه إليه ، وكان قليل الخبرة لكن رزق من السعادة ما مشى أموره ، وكان محظوظا في الدنيا له الأموال الجمة ، والمتاجر الكثيرة ، والأملاك الوافرة ، وأما ما خلف من الخيول ، والجمال ، والبرك والعدة فيقصر