المدينة الشريفة فزار بها قبر النبي صلىاللهعليهوسلم مرة ثانية ، ثم توجه إلى الكرك فوصله يوم الخميس تاسع عشري منه ، فصلى به الجمعة ثم توجه إلى دمشق فوصل يوم الأحد ثاني المحرم سنة ثمان وستين وستمائة سحرا فخرج الأمير جمال الدين النجيبي فصادفه في سوق الخيل ، فاجتمع به ، ثم سار إلى حلب فوصلها في سادس المحرم ، ثم خرج منها في عاشره ، وسار إلى حماة ، ثم إلى دمشق ، ثم إلى مصر فوصلها يوم الثلاثاء ثالث صفر ، وكان الركب قد خرج من مصر صحبة الأمير عز الدين الأفرم ، وفيه والدة الملك السعيد ، ووالدة الخزندار ، والصاحب زين الدين أحمد بن الصاحب فخر الدين ، والصاحب تاج الدين أخوه ، واتفق وصول الركب إلى البركة ووصول الملك الظاهر ، فدخلا يوم الأربعاء رابع صفر.
وفي هذه السنة تقدم الملك الظاهر بالحوطة على أملاك حلب بأسرها ، وأن لا يفرج عن شيء منها إلا بكتاب عتيق من الأيام الناصرية أو ما قبلها.
وفي سابع عشري ذي الحجة هبت ريح شديدة عاصف بالديار المصرية ، غرقت مراكب في النيل نحوا من مائتي مركب ، فهلك فيها خلق كثير ، وأمطرت قليوب مطرا غزيرا ، وكان بالشام من هذه الريح صعقة أحرقت الأشجار.
ذكر ما تجدد في هذه السنة من حوادث بلاد الشمال والعجم
منه عصيان باكودر ابن عم برق ، وقيل أخوه على أبغا وسبب ذلك أن برق بعث إلى عمه سرا يشير عليه أن يخرج من طاعة أبغا ، وينضم إلى منكوتمر ، فاطلع أبغا على ذلك فاستدعى المذكور ، فامتنع من الحضور وكان بقربه طائفة من عسكر أبغا ، فبعث طلبهم ، فأجابوه خوفا منه فرحل بهم نحو بلاد منكوتمر ، فلما بلغوا أعمال تفليس أظهروا