حتى مات ، وكان حول الخركاه جماعة من المغل يصفقون ويلغطون لكي لا يسمع صوته ، وضربه شرف الدين بن الخطير فكسر يده ، ثم جعلوه في محفة وكتموا موته ، وأذاعوا أنه ضعيف ولم يزالوا يدخلون عليه في سيره بالمأكول والمشروب إلى أن وصلوا قونية فأظهروا موته ، وأنه وقع من على الفرس فمات ، وكان عمره يومئذ ثماني وعشرين سنة ، وأجلسوا ولده غياث الدين كيخسرو على التخت.
السنة السابعة والستون وستمائة
دخلت والخليفة والملوك على القاعدة في السنة الخالية خلا السلطان قليج أرسلان صاحب الروم ، فإنه قتل وولي بعده ولده السلطان غياث الدين كيخسرو وكما تقدم.
متجددات هذه السنة
استهلت والملك الظاهر بقلعة الجبل ، وفي يوم الخميس تاسع صفر جلس في الإيوان بالقلعة ، وأحضر القضاة والشهود ، وتقدم بتحليف الأمراء ومقدمي الحلقة لولده الملك السعيد ، فحلفوا ثم ركب الملك السعيد يوم الاثنين العشرين من الشهر بأبهة الملك في القلعة ، ومشى والده أمامه في القلعة ، وكتب له تقليد وقرىء على الناس بين يدي الملك الظاهر بحضور الصاحب بهاء الدين ، وأعيان الأمراء والمقدمين.
وفي يوم السبت ثالث عشر جمادى الآخره خرج الملك الظاهر من قلعة الجبل متوجها إلى الشام ، ومعه الأمراء بأسرهم جرائد ، واستناب بالديار المصرية في خدمة ولده الأمير بدر الدين الخازندار ، ومن ذلك التاريخ علّم الملك السعيد على التواقيع والمناشير وغيرها ، ووردت إليه كتب والده ، وكتب نواب بسائر المملكة.
ولما استقر الملك الظاهر بدمشق وصل إليه رسل من التتر مجد الدين دولة خان بن جاقر ، وسيف الدين سعيد ترجمان ، وآخر من المغل ، ومعهم