عينا للبرواناة عليه ، فحمل السلطان ركن الدين السكر على أن قال لضياء الدين بن الخطير : قد اتخذت سكينا لقتل البرواناة ، وكانا بقونية فكتب ضياء الدين إلى أخيه شرف الدين بن الخطير يعرفه ، فأخبر شرف الدين البرواناة بذلك ، فكتب البرواناة إلى أبغا يذكر أن نية ركن الدين قد تغيرت فيك ، وربما كاتب صاحب مصر ليسلم إليه البلاد ، فعاد الجواب إذا ثبت ذلك عند نوابي المغل فافعل ما تختار ، ثم إن ركن الدين بعث يستدعي البرواناة فكتب إليه خواجا على الوزير يحذره من الوصول إليه فقصد البرواناة أمراء المغل ، وهم نابشي ويينال ، وكداي ، وبرد ، وابكان ، ونوغاتمر وغيرهم بهدية سنية ففرقها فيهم ، وعرفهم أن السلطان ركن الدين استدعاه ليقتله ، وينتمي إلى صاحب الديار المصرية ويقتلكم عن آخركم ، فرحلوا معه ، وقصدوا أقصرا ، فلما وصلوها كتبوا إلى السلطان ركن الدين كتابا يطلبون الحضور ليجتمع معهم على مصلحة أمرهم بها ابغا ، فلما وقف على الكتاب خرج من قونية وأشار عليه خواصه أن لا يفعل ، فلم يصغ إلى رأيهم ، فلما بلغ البرواناة قدومه ركب ومعه المغل ، فلما التقوا ترجل البرواناة على عادته ، وقبل الأرض ، فقال له السلطان : كيف أنت يا أبي؟ فقال ياخوند : تقصد قتلي وتسأل عني ، فقال له : حاشاك ثم نزل إلى الدار وشرب مع المغل فدس عليه البرواناة سما فأدرك ذلك ، فخرج وقاء ما شربه وركب فرسه وانصرف لينجو بنفسه ، فتبعه الصاحب فخر الدين خواجا وتاج الدين مبشر وغيرهما وأشاروا عليه بالرجوع ليقرأ عليه يغلغا فقال لهم : إني أخاف من القتل فحلفوا له ، فرجع معهم وأنزلوه بخركاه نابشي بمفرده ، ولم يصحبه غير مملوك واحد ، وجميع من كان معه من الجند والمماليك وقوف على بعد ، ثم دخل عليه المغل وفاوضوه في الكلام وقالوا له : لم عزمت على قتل البرواناه؟ فقال لم يكن ذلك ، وإن كنت قلته ففي حال السكر ، فقالوا : إن أردت أن تنجو فقل لنا من كان اتفق معك على قتله؟ فذكر لهم جماعة ، فلما سماهم لهم قام أحد المغل ووضع في حلقه وترا وخنقه به