الملك الظاهر في حقه وأوغر صدره عليه ، فورد عليه الجواب بمصادرته ، فأخذ خطه بجملة عظيمة يقصر عنها ماله ، وأفضى به الحال إلى أن ضربه وعصره وعلقه في قاعة الشد بدار السعادة ، وجرى عليه من المكاره مالا يوصف ، فكان كالباحث عن حتفه بظلفه ، وباع موجوده وأماكن كان وقفها ، وقام بثمنها في المصادرة ، ثم طلب إلى الديار المصرية فتوجه وحدثته نفسه بالعود إلى رتبته فأدركته منيته في الديار المصرية عقيب وصوله إليها ، فإنه تمرض في الطريق ودخلها ، وهو مثقل فتوفي ودفن بالقرافة الصغرى قريبا من قبة الشافعي رضياللهعنه ، وقد نيف على خمس وسبعين سنة رحمهالله ، ومات في آخر ذي الحجة من هذه السنة ، وقيل إنه دفن في مستهل سنة سبع وستين وستمائة ، وهو في عشر السبعين ، وله وقف على وجوه البر ، وبنى بجبل قاسيون تربة ومسجدا ، وعمارة حسنة ، ولم يخلف ولدا ولا رزقه في عمره كله ، ولا تزوج إلا امرأة واحدة في صباه ، وبقيت في صحبته أياما قلائل ، ثم فارقها كذا أخبرني علاء الدين ولد أخيه بدر الدين ...
قليج أرسلان بن السلطان غياث الدين كيخسرو بن السلطان علاء الدين كيقباذ ابن كيخسرو بن قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان بن سليمان بن قطلمش بن أتسز بن اسرائيل بن سلجوق بن دقاق ، السلطان ركن الدين السلجوقي صاحب الروم ، كان ملكا جليلا شجاعا كريما لكنه لم يكن أحكمته التجارب ، فترك الحزم وفوض الأمور إلى معين الدين سليمان البرواناة ، واشتغل بلهوه فاستقل البرواناه بالتدبير واستفحل أمره ، ثم رام ركن الدين قتله والراحة منه ، واستشعر البرواناة ذلك فعمل على قتله حتى قتل في هذه السنة ، وشرح الحال في ذلك أن البرواناة لما عظم شأنه ، واستولى على الممالك ، ولم يبق للسلطان ركن الدين معه كلمة ، استشعر البرواناة منه ، فرتب ضياء الدين محمود ابن الخطير معه حريفا ونديما ليطلعه على سره في حال السكر ، ويكون