الدين جماز من الوحشة ، فقبلها وكتب له توقيعا بالمدينة ، وبعث معه سليمان بن حجي ، فلما عاد وجد جماز بالفلاة فهجمها في هذه السنة ، واستولى عليها وحلف له أهلها ، وخرب دار جماز ، واستنجد جماز بأهل مكة وينبع ، وسار إليها فحصرها أياما ، ووقع بينهما قتال أجلى عن قتلى كثير ، ثم اختلف جماز وأصحابه.
وفيها قتل السلطان ركن الدين صاحب الروم ، وجلس ولده السلطان غياث الدين كيخسرو على التخت ، وعمره مناهز العشر سنين ، والبرواناة في نيابة السلطنة عن أبغا ، وجعل ابنه مهذب علي متكفلا بأمر غياث الدين ، واستولى البرواناة على جميع البلاد ، ونفذ حكمه فيها لا يشاركه في ذلك غيره ، ثم توجه البرواناة إلى أبغا ، وأخذ معه فرس ركن الدين وسلاحه وهدايا جليلة لأبغا ، ووجوه دولته ووافى عنده صاحب سيس ، فجرت بينهما محاورة كل منهما يدعي على صاحبه أنه يكاتب صاحب مصر ، ثم عاد البرواناة ومعه أجاي أخو أبغا وصمغرا ليكونا معه في البلاد فلم تطل غيبته ، فلما بلغ السلطان غياث الدين قدومهم ، خرج من قونية لتلقيهم فاجتمع بهم على سيواس ...
وفيها توفي :
أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحيم أبو يوسف كمال الدين الحلي ، المعروف بابن العجمي ، كان رئيسا عالما فاضلا ، حسن الخط والانشاء كتب للملك الناصر صلاح الدين يوسف رحمهالله ، ثم كتب للملك الظاهر ركن الدين ، وكان من أعيان الكتاب ، وأماثلهم واسطة خير ، غزير المروءة ، حسن العشرة ، كريم الأخلاق ، وكانت وفاته ظاهر صور من بلاد الساحل في العشر الأول من شهر ذي الحجة ، وحمل إلى ظاهر دمشق فدفن بمقابر الصوفية رحمهالله.
بولص الراهب المعروف بالحبيس ، قد ذكرنا طرفا من خبره في