الدين في أمر بهسنا ، فتمنع فقال : ياخوند قد رهنت لساني ووعدته ببلوغ قصده ، وقد أحسن إليّ لما كنت عند التتر بما لا أقدر على مكافأته ، فأجابه الملك الظاهر إلى ما سأل.
ذكر قطيعة قررت على بساتين دمشق
كان الملك الظاهر قد احتاط عليها وعلى القرى الملك والوقوف على أربابها ، وهو نازل على الشقيف ، وتحدث بذلك في السنة الخالية بحضور العلماء ، فقال القاضي شمس الدين عبد الله بن عطاء الحنفي هذا لا يحل ، ولا يجوز لأحد أن يتحدث فيه ، وقام مغضبا ، وتوقف الحال ، ولما وقعت الحوطة على البساتين صقعت بحيث عدمت الثمار بالكلية ، وظن الناس أنه يرق لهم ، فلما أراد التوجه إلى مصر عقد مجلسا بدار العدل ، وأحضر العلماء ، وأخرج فتاوى الحنفية باستحقاقها بحكم أن عمر بن الخطاب رضياللهعنه فتح دمشق عنوة ، ثم قال : من كان معه كتابا عتيقا أجريناه ، وإلا فنحن فتحنا هذه البلاد بسيوفنا ، ثم قرر عليهم ألف ألف درهم ، فسألوه أن يقسطها فأبى ، وتمادى الحال إلى أن خرج متوجها إلى مصر يوم الثلاثاء ثامن عشري ذي القعدة ، فلما وصل اللجون عاوده الأتابك ، وفخر الدين بن حنا وزير الصحبة فاستقر الحال أن يعجلوا منها أربعمائة ألف درهم ، ويعاد إليهم ما كان قبضه الديوان من المغل ، ويقسط ما بقي كل سنة مائتي ألف درهم ، وكتب بذلك توقيع قرىء على المنبر ، ودخل القاهرة آخر نهار الأربعاء حادي عشر ذي الحجة.
وفي ثاني عشر شوال ، خرج الركب المصري متوجها إلى الحجاز ، وسافر فيه الصاحب محيي الدين أحمد بن الصاحب بهاء الدين ، وعاد الركب خامس عشر صفر سنة سبع.
ذكر أخذ مالك بن منيف المدينة الشريفة
كان مالك بن منيف بن شيحة الحسيني ، قد قصد الملك الظاهر سنة خمس وستين بهدية جليلة ، لعلمه ما بين الملك الظاهر ، وبين عمه عز