أن مات وأحصيت السياط التي ضربها في نوب متفرقة ، فكانت سبعة عشر الفا ونيف وسبعمائة سوط.
وفيها وصل رسول المظفر شمس الدين يوسف صاحب اليمن إلى مصر ، ومعه فيل ، وحمار وحش معمد بأبيض وأسود ، وخيول ، وصيني ، ومسك وعنبر ، وغير ذلك من التحف ، وطلب معاضدة الملك الظاهر له ، وشرط أنه يخطب له في بلاده ، فجلس الملك الظاهر بقلعة الجبل يوم الأربعاء حادي عشر ربيع الأول ، واستدعي الرسول ، وقبل الهدية وبعث في جواب الرسالة الأمير فخر الدين إياز المقري ، وعلى يده خلع وسنجق وتقليد بالسلطنة.
وفي يوم السبت ثاني جمادى الآخرة ، خرج الملك الظاهر إلى بركة الجب عازما على قصد الشام ، وترك نائبا عنه للسلطنة الأمير بدر الدين الخازندار ، ورحل في رابع الشهر ، فوردت عليه رسل صاحب يافا بضيافة فاعتقلهم ، وأمر العسكر بلبس العدة ليلا ، وسار فصبح يافا فأحاط بها من كل جانب ، فهرب من كان بها إلى القلعة فملكت المدينة وطلب أهل القلعة الأمان ، فأمنهم وعوضهم عما نهب لهم أربعين ألف درهم ، فركبوا في المراكب إلى عكا ، وملكت القلعة في الثاني والعشرين منه ، وهدمت المدينة ، وكانتا من بناء ريد افرنس لما نزل الساحل بعد كسرته ، وخلاصه من الأسر سنة ثمان وأربعين وستمائة ، وأصدرت كتب البشائر عن السلطان بفتحها ، فمن ذلك مكاتبة إلى قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان رحمهالله من إنشاء القاضي محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر مضمونها : هذه المكاتبة إلى المجلس السامي اسمعه الله من البشائر أجملها ، ومن التهاني أشملها ، ومن تحيات النصر أفضلها ، ومن سور الاتحاف بالظفر منزلها ، تعلن البشائر بفتح حسن استفتاحه ، وتساوى في الجلالة غرره وأوضاحه ، وأتى بسملة لهذه الغزاة المباركة التي بها تتبرك المهارق ، ومفتاحا لمغلق الحصون التي إن فتحها الله فلا